23 - 1 - 2011
صفحتي في فيسبوك
إجعلوا هذه الشؤون الدينية و ما إليها في عهدة اليونسكو. و تفرغوا أنتم للنضال من أجل تحسين الظروف المعيشية للجماهير الكادحة في المدن و البائسة في الأرياف. لستم معنيين بوجود هذا الإله أو عدم وجود ذاك. فأنتم معنيين بالملايين من الناس المحتاجين لأشد الأولويات التنموية: أولويات الغذاء المتكامل و أولويات الصحة الوقائية و العلاجية و أولويات التعليم و النقل و السكن. هذه هي مجالات نضالكم و جوهر مسؤولياتكم. و لا شأن لكم بما دون ذلك.
---------------------------------------------------------------
إحذروا . تلك الحكومة المؤقتة حكومة تصريف أعمال . و هي أبعد ما يكون عن أية حكومة ثورية . إنها مجرد إمتداد للماضي .
إمنعوا كل ما هو إستثنائي في العمل الحكومي أو القضائي.
و ركزوا جهودكم على فرض دستور لائق بالثورة. هذا هو الأهم في الأمر.
--------------------------------------------------------------
ستصير هذه المواقف الطيبة تاريخا مشرفا يدرسه طلبة الأمن في معاهدهم و أكاديمياتهم و ثكناتهم.
--------------------------------------------------------------
جمع الثورة من لا يجمعهم أي ظرف آخر. لم يكن أحد يتخيل أن أعوان أمن قد يتضامنون مع ثوار . لكن المستحيل فقد تحقق. لذا لم يعد مستحيلا أن يتحرر الوطن العربي من الفساد و الظلم و الديكتاتورية و التخلف و التجزئة. يستحق هذا الوطن ككل العالم أن تنتشر الثورة في كافة أرجائه و مؤسساته الحكومية و غير الحكومية. يستحق أن يكون دولة موحدة ديموقراطية تحكمها الشفافية و حقوق الإنسان و حرياته المنصوص عليها في مواثيقها العالمية.
--------------------------------------------------------------
العالم برمته آخذ في التوحد أيها الصديق العزيز .
و من ضمن هذ المسار الوحدوي الأممي تتحد الأوطان المصابة بالتجزئة ( مثل شطري كوريا و مثل الوطن العربي و مثل عدة دول إفريقية و دزل أمريكية لاتينية)
إنها مسيرة وحدوية مدفوعة بقوة الإقتصاد المعولم . فالعولمة الإقتصادية لم تترك للساسات الإنعزالية أي مهرب أو منفذ أو ملجأ أو مفر .
هويتنا الأساسية هي أمميتنا. هذه هي هوية كل البشر. إنها البداية و النهاية على الصعيدين التاريخي و الفلسفي. الهوية منهجية لا مجرد موروثات. و الهوية الأممية هي المنهجية التي تحمي الشعوب من العنصرية و الشوفينية.
نحن نناضل لتوحيد الأمم و الشعوب على أسس الحرية و الكرامة و العدل و الفكر العلمي. لذا نحن نساند كل شيء قد يفيد الناس في هذا الموضوع سواء كان متطابقا مع مناهجنا النضالية و مبادئنا العقلانية أو كان مختلفا قليلا أو كثيرا عنها. المصالح المشتركة للبشرية جمعاء أهم من خصوصياتنا السياسية و الثقافية كما هي أهم من خصوصيات غيرنا السياسية و الثقافية.
محاربتنا للتظام الإقتصادي العالمي الراهن الظالم أشد ظلم و مكافحتنا للنظام المالي العالمي الحالي الفاسد أشنع فساد موقف واضح لا إلتباس فيه ولا تردد. إن موقفنا هذا تحديدا، إلى جانب الفكر العلمي الإلحادي، دافع أساسي للمزيد من الكفاح لأجل وحدة البشر في تأسيس مستقبل أكثر عدلا و كرامة و تنمية و حرية للجميع. و في هذا الكفاح تنصهر جميع اللغات و القوميات و الأقليات و أغلبيات (إن جاز التعبير ). تتكون من هذا الإنصهار التلقائي الودي الطبيعي هوية جديدة أكثر عقلانية و نضالية.
--
إن الهوية إذا تأدلجت صارت مجرد قمع و قهر و ظلم فادح للأفراد و للشعوب.
لقد حدث في الإتحاد السوفياتي قهر لأغلب الشعوب المنضوية تحت راية نفس تلك الدولة. و لم تكن الهوية السوفياتية إلا هوية روسية مدججة بترسانة قمعية على الصعيدين النظري و الإجرائي. لهذا السبب زالت الهوية المفتعلة المفروضة بالبطش. و عادت الهويات التي جعلها المنع رمزا للمقامة و للتحدي و للإستقلالية.
لا صلة لهذا الموضوع بتدين هذا الحكم أو إلحاد تلك الحكومة. فالظلم ظلم و إن تغطى بدين واحد أو بألف دين. و الظلم ظلم و إن تغنى بالفكر العلمي. كان هذا الموضوع في الإتحاد السوفياتي من مشمولات الدولة مختزلة في أجهزة الأمن. إنه لم يكن من مكونات الحوار الحر التلقائي بين عامة الناس في جمعيات الثقافة و الفنون و الآداب. و عندما تتسلط الرقابة على الناس في تحديدهم لهوياتهم فإنهم يكرهون الرقيب و الهوية المصاحبة له كراهية تصل بهم إلى تقويض الدولة القمعية ذاتها. هذه هي ميزة الإنسان المحب للحرية و طبيعته الشغوفة بالتنوع الودي في الآراء كما في الإنتماءات الفردية و الأسرية و المهنية و الحزبية و النقابية و المجتمعية. كلها هويات جديرة بالإحترام. و لا سلامة لإحداها إلا بالتوازن مع الأخرى.
أختتم بالقول أن كل جرائم هتلر ضد الإنسانية أقل من جريمة فيلسوف صمت على الظلم. لقد تواطأ مارتن هايجدر مع الحكم القمعي و العدواني لهتلر عارفا أنه الظلم ذاته مجسدا في بشر . إنها ليست أخطاء أناس بسطاء أو مخدوعين. إنها جريمة المثقف المتورط في أشياء تفرض عليه تواطئه مع القمع و التنكيل بالشعوب. إن حرية المثقف هي أساس مصداقيته. و أساس مصداقيته هو نضاله ضد كل أشكال الفساد و التستر و الكتمان.
--
قد يستحسن هنا شرح المسألة بتقسيمها إلى عدة نقاط :
1 - تتكون شخصية كل فرد من عدة حلقات للهوية. الحلقة الأصغر هي ذاته المفردة. و الحلقة الاكبر هي إنتماؤه للبشرية جمعاء. و ما بين هاتين الحلقتين تتعدد و تتحرك و تتداخل حلقات أخرى قد تكون قليلة عند البعض و قد تكون كثيرة عند البعض الآخر.
2 - جميع الحلقات المكونة للهوية ضرورية لتوازن صاحبها سواء كان فردا أو فئة أو مجتمعا. فلا يجوز الإنتقاص من شرعية أو أهمية هذه الحلقة أو تلك بقانون أو بغير قانون. لا يحق لأحد أن يؤدلج تطفله على هويات غيره و لا أن يقننه.
3 - تأكيدنا على الحلقة الأصغر من الهوية هو دفاعنا على الحقوق و الحريات الشخصية. هذه الحلقة هي أساس المواطنية. فالفرد مواطن في دولة بإعتباره مفردا لا بإعتباره سرة أو قبيلة أو فئة أو غير ذلك.
4 - تاكيدنا على الحلقة الأكبر من الهوية هو دفاعنا عن عالمية المواثيق التي تنص على حقوق الإنسان. فلا يجوز أن تتحفظ هذه الدولة أو تلك على ما تنص عليه مواثيق القانون الدولي الإنساني عموما و قوانين حقوق الإنسان خصوصا.
5 - القول أن هذه القومية أو تلك أفضل أو أسوأ ليس رأيا بل هو جريمة. فالعنصرية و الشوفينية جريمة لا رأي. لا يجوز إذن نعت هذه القومية أو تلك بأنها بائدة أو ما شابه ذلك من نعوت و أوصاف. و من هذه النقطة ينبغي إحترام كل النظريات و الممارسات التواققة إلى توحيد الأمم و الشعوب بصرف النظر عن إنتمائنا أو عدم إنتمائنا لهذا الشعب أو لهذه الأمة.
6 - تقدمية أو رجعية التركيز على أية حلقة من حلقات الهوية مسألة محددة كما يلي: يكون هذا التركيز تقدميا إذا دفع بإتجاه الحلقة الأكبر أي حلقة الإنتماء للإنسانية جمعاء. و يكون هذا التركيز رجعيا إذا دفع في الإتجاه المناقض، أي في إتجاه التقوقع على الذات.
7 - يوجد في كل مجتمع و في كل عصر تعدد كبير و دائم الحركة في تركيب الأغلبية و الأقلية داخل هذه الحلقة الهوياتية أو تلك من الحلقات الوسطية (الحلقات الوسطية: الحلقات الأكبر من الفرد و الأصغر من البشرية مجتمعة). إن أقصر الطرق و أسرعها لتخريب الشعوب هو إفتعال الأزمات في علاقات الحلقات الهوياتية الوسطية. تماما كما أن أقصر الطرق و أسرعها لتثقيف الشعوب و الرقي بأوضاعها النعيسية و الفكرية هو توزظيف الحلقات الهوياتية الوسطية بما يثري ثقافة الجميع و بما يفيدهم في أولوياتهم ةالتنموية و الوحدوية المشتركة. يعرف المثقفون العقلانيون مسؤوليتهم كقدوة شخصية في هذه القضية: القدوة هنا هي التناغم التام بين جميع حلقات الهوية.
8 - يوجد عدد لا نهائي من أساليب التفسير لنفس المسألة. تتعدد و تتنوع المفقاربات بما يثريها جميعا. لكنني أعتمد هذا المنهج و أفضل هذه الصيغة التغبيرية حفاظا على مقتضيات الحوار في موقع إجتماعي، حيث السرعة و الإيجاز و الإقتضاب. المهم ألا تتأدلج المسألة. فأدلجة الهوية عنصرية حينا و شوفينية حينا آخر . هذه إذن وجهة نظر شخصية بحتة. و لا يجوز في مسألة الهوية سوى وجهات النظر الشخصية التي لا تلزم غير أصحابها كأفراد حصريا و ليس كمجموعات أو كفئات.
----------------------------------------------------------------
إذا إلتزمت العائلات الحاكمة بالتظام الملكي الموجود في بعض دول شمال أوروبا مثلا فسوف لن يطالب الناس بإزالتها. ستعتبرها الشعوب حينئذ مجرد فلكلور لا أكثر و لا أقل. أما السياسة في من صلاحيات الشعوب عبر أحزابها و برلماناتها المنتخبة إنتخابا حرا نزيها.
لا يحق لمن ليس منتخبا أن يمارس السلطة إلا أن تكون شكلية شرفية بروتوكولية فقط أو أن تكون قضائية أو تنفيذية.
المسألة غير مرتبطة بالمستوايات المعيشية . إنها مسألة حق الشعوب في حكم نفسها بنفسها. إنها قضية الشعوب حين تطالب بحريتها و بالمساواة بين كافة البشر دون تمييز أو إستثناء. لقد إنتهت عصور التميز الوراثي للعائلات الحاكمة.
أتفهم جيدا حاجة الناس لما يمثل شيئا من الثقة و الإطمئنان.
إنني أحترم كل من يتعلق بما يرمز بالنسبة إليه قيمة أخلاقية أو موقفا محترما أو سلوكا طيبا. حبذا لو أن تلك الرموز تكون ديموقراطية عقلانية. لكن لا لوم على أحد إذا لم يجد غير رموز خيالية أو ما شابهها من تصورات فردية او جماعية. اللوم على المثقفين لا على الشعوب. فالمثقفون هو المسؤولون عن تقديم القدوة. و لو وجدت الجماهير قدوة في مثقفين ديموقراطيين لما خافت على مجتمعها و لما إضطرت لحمايته برموز غير منتخبة و غير قابلة للإنتخاب أصلا. إنه الإضطرار إلى أخف الأضرار.
------------------------------------------------------------
الأهم هو صياغة دستور يجعل الأديان مجرد تراث للفنون و الآداب، و يفرض الشفافية و حقوق الإنسان كما هي محددة في مواثيقها العالمية (لا كما يريدها الفاسدون). الأهم هو فرض سياسة تنموية تفرض أن تبحث و تفتش الإدارات المتخصصة عن الفقراء في أحيائهم و في أريافهم، لا يقبع الموظفون في إداراتهم منتظرين قدوم البؤساء إليها.
-----------------------------------------------------------
لا تتركوا مقر الحكومة إلا بتحقيق شرطين إثنين: أن يغادرها رموز العهد السابق، و أن تبدأ المفاوضات بشأن الدستور الجديد بداية حقيقية و أكيدة.
لا تكتفوا بتغيير هذا الوزير أو ذاك المدير . المسألة ليست شخصية. ركزوا كل نضالكم الراهن غلى القضية الدستورية: لا تكتمل و تنجح ثورة إلا بدستورها.
-----------------------------------------------------------
تستطيع كافة الشعوب أن تنجز مثل هذه الثورة إذا توفرت القيادة. فالمظاهرات التي تطيح بالحكومات الظالمة لا تنطلق بشكل عشوائي أو بقرار فردي. إنها عمل منظم بزعامة سياسية و نقابية ذات مصداقية شعبية كبيرة. أعتقد أن الظروف الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية في سائر الدول العربية متقاربة و متشابهة. أعتقد أنه لو يقوم السياسيون و النقاييون بتنظيم الإحتجاجات الشعبية و توجيهها نحو الثورة فإنهم يجدون من الشعوب أكثر مما يتصورون. الأوضاع المعيشية لفقراء المدن و القرى تلوح يوميا بالثورة. إنها مسألة تنظيم و قيادة.
-----------------------------------------------------------------
يجب إعتقال و محاكمة جميع المستفيدين من الفساد. ليست القضية مقتصرة على أفراد من عائلة واحدة أو من عائلات قليلة. الفساد آفة مجتمعية. و القضاء عليها يستوجب تكوين أكثر ما يمكن من منظمات حكومية و غير حكومية متخصصة كلها في الشفافية. فالوقاية أفضل و أصدق من العلاج سواء في هذا الموضوع أو في سواه من مواضيع سياسية أو إجتماعية او إقتصادية.
----------------------------------------------------------------
الإستعداد لإنشاء موقع متخصص في مكافحة الفساد : حبذا لو تتعدد و تتنوع هذه المبادرات و المواقع الناتجة عنها .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.