Pages

samedi 7 mai 2011

إذا لم تتخلص الدول من الإنفصام بين المدني و العسكري فإن الظاهرة الدينية تظل موجودة و الديموقراطية تبقى منقوصة أو شكلية


7 – 5 – 2011

صفحتي في فيسبوك


أساس الإصلاح المطلوب هنا هو النظام البرلماني. أما أساس مكافحة الفساد، فليس فقط محاكمة السياسيين الفاسدين. إنه، بالخصوص، تكوين أكثر ما يمكن من منظمات الشفافية، و تكثيف إنخراط الجماهير الشعبية فيها.

--------------------------------------

التفرقة بين الناس بحسب الأديان أو اللون إجرام. و قد نشأت سياسات و حكومات و دول على أساس ذلك الإجرام. فصار إجراما مقننا و مؤدلجا في عدة فترات من التاريخ و عدة مناطق من العالم. لذا فإن كل عمل هادف لتغليب الصفة الإنسانية على تلك التفرقة هو عمل عقلاني و أخلاقي.

--------------------------------------

هل هذه حكومات أم أنها مافيات ؟!!! هل تقتل أية حكومة ثلاثين ألف من مواطينها ؟!!!!
نقلا عن هذا الموقع : قال الاسد ان المحتجين جزء من مؤامرة أجنبية لاثارة فتنة طائفية في سوريا.
وكان والده الرئيس الراحل حافظ الاسد قد استخدم نفس المفردات عندما قمع احتجاجات لاسلاميين وعلمانيين على حكمه في الثمانينيات وبلغ العنف ذروته في مدينة حماة التي سقط فيها 30 ألف قتيل.
--
أعلن بلا تررد أو مواربة أنني مدافع عن الأصوليين إذا تعرضوا لأي قمع تماما كدفاعي عن الملحدين إذا وقع عليهم قمع. لا فارق بين هؤلاء و أولائك في وجوب الدفاع عن حرية الرأي و النقد و التعبير بكل أصنافه الفردية و الجماعية. فالحرية كل لا يتجزأ. إنها للجميع بدون أي تمييز أو إستثناء يبنهم على أساس عنصري أو لغوي أو ديني أو ما شابه ذلك من ذرائع. الإنسان حر أو لا يكون
لهذا فإن ما حصل سابقا في مدينة حماه السورية و ما يحصل الآن في دولة البحرين لا يمكن أن ينساه أي ديموقراطي. إن الإختلاف مع المتدينين ليس عدواة معهم. إنه عداوة مع الأديان التي تستعبدهم و تخرب حياتهم و مع المستفيدين من نشر التدين ليضللوا بها الشعوب و للتستر على الفساد. لذا لا يبرر الإختلاف مع أي متدين في هذا الشأن أو ذاك أي تهاون في الدفاع عن الشعوب إذا إتسمت حركاتها صدقا أو كذبا عبر وسائل الإعلام الحكومية أو شبه الحكومية بأنها حركات ذات مسحة دينية أو مذهبية. ينبغي أن تظل هذه القاعدة واضحة للجميع دوما.

--------------------------------------


ستجد هذه المسألة، إشكالية الإشتراكية و الأديان، و بشكل عام العلاقة بين العقلانية و الأديان، حلا مناسبا للجميع إذا إعتبر المثقفون و السياسيون الديموقراطيون و التقدميون بمختلف توجهاتهم أن الإلحاد تربية أخلاقية و علمية، و ليس تهمة. فالإلحاد جدير بأن ندعو إليه بكل فخر و وضوح. إنه كرامة الإنسان في مواجهة الأكاذيب و التخلف. إنه الصدق و العدل إزاء الذات و المجتمع
ينبغي أن يكون هؤلاء المثقفين و السياسيين قدوة في كافة شؤونهم الخاصة و العامة من حيث الإلتزام بالنزاهة و الشفافية. إنهم إذا إستطاعوا أن يكونوا هذه القدوة المنشودة فإن الأديان تتلاشى و تنقرض دون أن يهدر أي مثقف أو سياسي جهدا أو وقتا في محاربتها


--------------------------------

هذه ليست قضية القاعدة و بن لادن و أكذوبة الحرب على ما يسمى الإرهاب
هذه هي قضية مئات ملايين المتدينين الذين يعتقدون بسبب العقد الإجتماعية أن الأديان أخلاق، و أن شرفهم هو التكتم على كل ما له صلة بالجنس أولا و السيطرة على الشؤون الجنسية للغير ثانيا. لا جدوى في إجرام التدين إلا للتربية العقلانية. لا تنفع الحروب أي نفع. فالتربية طبق مبادئ الشفافية و حقوق الإنسان المقررة عالميا هي الكفيلة بإزالة العقد الإجتماعية و بالتالي إزالة ذلك السلوك الجماعي المتوارث منذ أقدم العصور.
--
يبدو من خلال التحقيقات الأولية أن القاتل سبق أن فرض على الضحية أن ترتدي الحجاب. و قد غاضه عدم قبولها لذلك
كيف و لماذا قد يكون الهوس بماذا ترتدي المرأة أو بماذا لا ترتدي هوسا قاتلا كظاهرة إجتماعية، و ليس فقط كحالات فردية ؟ نحن إزاء وباء قد عم فئات و مجتمعات منذ عصور. هذه مسألة جنون جماعي بالنسبة لملايين البشر المصابين بالأديان أو بالعقد الجنسية أو بكليهما، و ليست مشكلة إستثنائية أو مقتصرة على عدد صغير من الناس.
تحتاج هذه الظاهرة لإنشاء أكثر ما يمكن من هيئات بحثية و تربوية متخصصة في تطهير المجتمعات من أسباب ذلك الوباء. لا تجدي التأويلات الشخصية أو الإجتهادات الفردية شيئا كبيرا في محاولة تحليل و معالجة الظواهر المجتمعية، إلا من حيث أهمية المبادرات لأفراد طليعيين. فتلك المبادرات ضرورية لأنها تشجع الجماهير الشعبية على النضال المؤسساتي. إنها قضية القدوة و إحتذاء الشعوب بها
مقابل ذلك، يعتبر صمت المثقفين عن أسباب الهوس الجنسي و الجرائم الجنسية صمتا متسببا بدوره في تفاقم الظلم المسلط على المرأة و على المجتمعات ككل. أظن أن سبب هذا الصمت تحديدا هو الخوف من عميات إنتقامية قد تلحق بمن يحاول كشف الفساد الإجتماعي و السياسي. يبدو بوضوح متزايد للجميع بفضل تقدم وسائل الإتصال الحديثة أن المخابرات متخصصة في الفساد الجنسي، و أنها سبب إمتناع المثقفين عن التعرض لهذه المواضيع. يبدو أن المخابرات سلطة مطلقة الصلاحيات بالنسبة للمتورطين في الفساد و للمرعوبين منه. يبدو أن هذه الصفة السلطوية المطلقة قد ترسخت و تجذرت في عقول المستعبدين جراء تكتمهم على عليها أولا، و جراء تفشي العقد الجنسية المختلفة ثانيا
إذا صحت هذه الفرضية، وهي ربما الأكثر ترجيحا، ( رغم إعادة و تكرار كلمة يبدو و التأكيد عليها ) فإن النضال لأجل الشفافية و الوقاية من الفساد هو الحل الجذري و الواجب الحيوي بالنسبة لمجتمعات كثيرة و ليس فقط لفئات كبيرة.

-------------------------------------

نيتشه مفكر جريء و فيلسوف مبدع ضمن الظروف الذي عاشها و المراحل الفكرية و الصحية التي مر بها. مقولته أن الإلاه قد مات مقولة متميزة فعلا. إنها خطوة هامة على طريق العقلانية. لكنها غير كافية. فموت الإلاه لا يكون إلا بتخلص المجتمعات من الإنفصام بين المدني و العسكري أولا، و من كافة أصناف التستر و الإجرام المنظم و الفساد و المافيات ثانيا

بهذا المنهج يمكن للشعوب أن تتحرر من الميتاسوسيولوجيا و من الميتاسياسة كأرضية و قاعدة للتحرر من الميتافيزيقيا. معنى ذلك أن النضال لأجل الشفافية هو الذي يقضي على النفاق الإجتماعي أو الحرب النفسية أو الخداع الإستراتيجي المسمى آلهة و شاطين و ملائكة و ما إلى ذلك من غيبيات و معجزات

لهذا أعتقد أنه ينبغي تشريك عامة المتدينين في تطهير مجتمعاتهم من الآفة الدينية التي تستعبدهم بحكم أنهم صاروا أكثر خبرة سياسية في محاربة الأنظمة المتخلفة. فإنفصام الدول بين حكومات و أحزاب و نقابات و جمعيات أخرى متنوعة من جهة، و مخابرات و تجسس و تجسس مضاد من جهة مقابلة لم يعد ممكنا أو مقبولا لا من طرف النخبة المثقفة و لا من طرف عامة الناس. صار من الواجب تحويل تلك الشبكات السرية إلى شبكات علنية متصفة بالديموقراطية العقلانية و بالشفافية خصوصا

هكذا يتسنى للجميع، و ليس فقط لبعض المثقفين أو الفلاسفة، أن يعلنوا أن الآلهة و الشياطين و الملائكة و مشتقاتها قد إنقرضت. هذا رأيي الذي أدافع عنه منذ عشرات السنين. و لكل فرد أن يختار لنفسه المنهج الأنسب له في التصدي للأسباب المؤدية للظاهرة الدينية و للأنشطة السرية المتسببة في نشوئها و في إستفحالها.

--------------------------------------

كيف يمكن تخليص العقل من ذلك الجدار العازل ؟ 

ربما يكون الأمر قابلا للتحقيق، و بسرعة نسبية، من خلال تطوير أنظمة التعليم. أعتقد أن إصلاح المدرسة بتطهيرها من الإيديولوجيات الدينية أساس و منطلق و قاعدة كل إصلاح إجتماعي و ثقافي. فالأرجح أن التنشئة على قيم مستمدة من المواثيق العالمية للشفافية و لحقوق الإنسان هي التي تكفل للمجتمع تنمية شاملة و ديموقراطية عقلانية

إذا صحت هذه الفرضية في نظر النخبة المثقفة فإنها ستركز نضالاتها على تربية الأطفال و شؤون مدارسهم عوض إنتقاد السياسيين و حكوماتهم. المسألة مسألة جدوى. فما يمكن تحقيقه في مجال التربية، إذا تأكدت العزائم على إنشاء عقول لا جدران تعزلها و لا غيبيات تفسدها، يتجاوز أحيانا أضعاف ما يحلم به كافة المثقفين في علاقاتهم بالحكومات المختلفة و المتعاقبة

يظل المثقفون أحرارا في تركيز جهودهم على ما يشاؤون. و تظل الأولويات التنموية عموما و التربوية خصوصا في إنتظار من يتخذها محور النضال السياسي الفردي و الحزبي و مرجعيته النظرية و التطبيقية و مقياس مصداقيته. فالقضية قضية النزاهة و الشفافية و المصداقية.

-------------------------------------

لن تكون النقابات العمالية قائمة بواجبها مؤدية لمسؤوليتها إلا إذا إتخذت من تثقيف سائر العمال بأهم العلوم الإقتصادية و الإجتماعية و أكثرها إرتباطا بحقوقهم منهجا لنشاطها و نظاما لهيئاتها القاعدية و القيادية. و يندرج الإقتصاد السياسي ضمن هذه المعرفة الضرورية لتكوين النقابيين و لتعميق النضال النقابي بما يقدمه من بدائل و ليس فقط بما يحتج عليه من مظالم

لقد أصاب هذا المقال الطيب صوابا كبيرا حين إبتدأ بفقرة مقتبسة من مؤلفات روزا لوكسمبورغ. فإن أهم جدوى لعلم الإقتصاد السياسي قد تكون أنه يمكن أن يساهم في تحقيق مجتمع أكثر عدلا و أحسن تنمية

يجب، إذن، أن تترسخ هذه القاعدة جيدا في مختلف المنظمات السياسية و النقابية : إن صياغة و تقديم أكثر ما يمكن من بدائل ديموراطية عقلانية هو مبرر وجود أية جمعية أو نقابة أو منظمة أو حزب

لذا فإن إقتصار النقابات على الشجب و الإستنكار و التنديد و الإحتجاج هو الخداع الذي ينبغي أن يقضي عليه العمال فورا و تماما و نهائيا.

---------------------------------------

عوض أن تزداد إجتمعات القمة العربية فاعلية حكومية و مصداقية شعبية ها هي تتعرض للتأجيل. أنظروا إلى الإتحاد الأوروبي و إلى إجتماعاته التنفيذية و البرلمانية. قــارنــوا
هل أولائك الذين يخربون العمل العربي المشترك سياسيون أم أنهم مجرد لصوص و مافيات و طفيليات ؟ !!!! هل يمكن إحترام حكومات لا تحترم نفسها، أم يجب القضاء عليها و على الفساد المتسبب في وجودها ؟ !!!!

--------------------------------------

رابط :
عقوبة الإعدام جريمة قضائية و سياسية
هذا هو تعريف عقوبة الإعدام. هذا هو حكمها حسب المنطق المضاد للنزعات الإنتقامية و المضاد للميول الهمجية.
--
عند كل إعدام يكون المجتمع قد أضاف إلى خسائره البشرية خسارة بشرية جديدة
المسألة بديهية : بما أن القتيل لا يستفيد من قتل قاتله فإن عائلة القتيل لا تستفيد من قتل قاتله
يجب محو الصفة الكريهة التي تتصف بها الأنظمة القضائية، صفة أن المحاكم مؤسسات إنتقامية، رغم تسميتها بإسم العدالة. إنها، ن خلال الحكم بالسجن أو بالإعدام، تنوب عن المجتمع في ممارسة الإنتقام بشكل مقنن و بأسلوب مهني. لا يجوز أن تظل تلك الصفة السادية Sadisme و من ضمنها الصفة السادومازوشية sadomachosime موجودة في العصر الحديث. إنها من بقايا الأنظمة المتخلفة و العقائد الهمجية. إنها عاهة ذهنية و آفة إجتماعية
لقد أثبت التاريخ أن الإنسان قادر على تجاوز تراثه و على تطهير شخصيته الفردية و الجماعية، كما أثبت أن عقوبة الإعدام لا تنهي الإجرام و لا تردعه
الحل هو تشديد التربية المضادة للسلوكيات العدوانية
الحل هو تكثيف الوقاية من الفساد المؤدي إلى العنف و إلى غيره من سلوكيات إنتقامية أو تعويضية.

---------------------------------------

أعتقد أن المصدر التاريخي للأخلاق هو الإيثار. يبدو أن الإيثار هو السلوك المميز لتحول الإنسان من حالة همجية إلى مجتمعات متحضرة. و الأرجح أن الإيثار هو الجذع المشترك لمختلف القيم الأخلاقية الأخرى، سواء على الصعيد الفردي أو الصعيد الجماعي. أما إذا حاولنا وضع تعريف موجز للأخلاق قربما نقول أنها القيام بما ينفع جميع البشر دون تمييز أو إستثناء. أظن أن هذا التعريف قابل للتعميم دون أية عوائق.
--
لا توجد تفسيرات قطعية أو مطلقة. كل ما في الأمر هو فرضيات بعضها مرجح أكثر من غيره
يظل الإيثار دافعا قويا جدا في مختلف الممارسات الأخلاقية. يبدو أنه جوهر مجمل ما نتمنى من قيم سلوكية. و الأهم هو أنه موجود بذات التميز في كل من السلوك الفردي ( مثل رعاية الأم لرضيعها ) و السلوك الجماعي ( مثل رعاية المجتمع للطفولة أو للمسنين ).
أروع ما في الأمر هو كيفية تقديم مصلحة الغير على المصلحة الذاتية في كل الحالات الخاصة بالإيثار. إن البحث في هذه القضية ( قضية الغيرية Altruism ) هو البحث في أجمل و أرقى ما في الإنسان من أعمال و ميول و علاقات و تصرفات في جميع المسائل و الظروف منذ نشأة المجتمعات البشرية
تكتسب المسألة أبعادها الأشد أهمية من خلال إنفتاح كل عمل أخلاقي على البشرية جمعاء و تنافيه مع ذرائع الإقتصار على مجموعة دون أخرى أو على ظرف دون آخر
ربما تقوم فلسفة الأخلاق برمتها تقريبا، بالإضافة إلى تحليل و تأكيد هذه الشمولية الإنسانية، على دراسة ظاهرة الغيرية و على تحليل دافع الإيثار، و قياسهما و مقارنتهما بين شخص و آخر، أو بين مجموعة و أخرى، أو بين نظام و آخر، أو غير ذلك من مجالات المقارنة. أعتقد أن هذا هو جوهر الإنسان.

---------------------------------------

جزء من حوار :
يظل إينشتاين أحد المعالم الكبرى في تاريخ العلم أيا كان رأيه حيال الظاهرة الدينية. إنه متخصص في الفيزياء، و ليس في الفلسفة أو في المقارنة بين الأديان و دراسة تطورها عبر العصور. فليس من المتوقع كثيرا أن يكون لإينشتاين تحليل متكامل في هذا الموضوع

يجب ألا ننسى أن الكثير من المشتغلين بالفلسفة قد صمتوا عن هذه المسائل تحديدا. إنهم إلتزموا بالتكتم و فضلوا المشاركة في التستر على الإفصاح عن آرائهم النقدية رغم معرفتهم لحقيقة الظاهرة الدينية و للمتسببين في نشوئها و بقائها

لا لوم على إنشتاين إذن. فهو غير متخصص في هذه القضايا. إنه شجاع في مجال عمله و في شؤون عامة و إنسانية أخرى

تحياتي لكم جميعا.

___________________________

جزء من حوار :
ليس بيننا أو منا يا صديقتي من يدعي الإحاطة بالعلم أو إمتلاك الحقيقة. نحن نتحاور لنتعلم من خلال تبادل الآراء المتنوعة و المتفاعلة. آراؤنا يا صديقتي في حالة دائمة من التغير بفضل هذه المنهجية في التحاور التي نسميها التعلم الذاتي مدى الحياة. لهذا فإنه ليس لنا آراء ثابتة ثبوتا عقائديا أو دوغمائيا. كل آرائنا مجرد حركة مستمرة من التطور في كافة الشؤون و المسائل. لهذا نحارب بكل قوة مختلف الإيديولوجيات التي تضع للعقل أية قوالب جاهزة أو أية أحكام مسبقة. أنت إذن أيتها الصديقة ضمن أفراد يتعلمون من الجميع في كل نقاش و في كل ممارسة إجتماعية أو سياسية أو غيرها. لا تحتاجين هنا إلى أن تكوني متخصصة في نظريات أو فلسفة لتكوني متحاورة في أدق الأمور و أعمقها أو في أكثرها شمولية و أهمية. أنت ذات مساهمة حوارية مفيدة بكل تأكيد للسبب الرئيسي التالي: كل ما تشاركين به لا بد ان يتداخل مع مشاركات غيرك منتجا فكرا جيدا مغايرا لما أنت تساهمين به و مغايرا أيضا لما يساهم به غيرك. و أنتما الإثنان مستفيدان بالضرورة من هذه العملية، سواء كانت واضحة بالنسبة إلى أحدكما أو لكليكما أو أنها لم تكن كذلك. لا أتحدث الآن عن أفضلية النوعية الأخلاقية عن الكمية المعرفية. فتلك من البديهيات بالنسبة لكل العقلانيين. لذلك فإن ما تشاركين به من آراء ( في شكلها المطول كإجابات، أو في شكلها المختصر كأسئلة) إنما هي موضع تقدير عميق لدى كل عقلاني أيا يكن مجاله أو أيا تكن الظروف.

---------------------------------------

جزء من حوار :
أعتقد أن مفهوم الإلاه السبينوزي كما يتصوره إينشتاين عبارة عن منظومة من المعدلات الرياضياتية المعبرة عن المبادئ العلمية و المعرفة المرتبطة بها في نظرتهم للحياة و للكون. إلاه العلماء يا صديقي ليس إلا الرياضيات و قواعد الفيزياء النظرية. فالحياة بالنسبة إليهم معادلات رياضيات، كما الكون معادلات رياضيات أيضا. و السبب في ذلك هو أن الرياضيات هي المنطق، و ألا منطق غيرها في حقيقة الأمر
من هنا أظن أن إينشتاين كان يعبر عن موافقته لنيتشه بخصوص تطوير مفهوم الإلاه و تحويله إلى فكرة إنسانية. فليس من المعقول أو من المتوقع أن يؤمن عالم فيزياء، مثل إينشتاين، بكائنات خرافية أو بغيبيات و معجزات و نبوءات. إنه قد تعرف على فكر نيتشه في هذه المسألة. و قد نال هذا الرأي العقلاني النيتشاوي إعحابه لا أكثر و لا أقل
و لكن موقف إينشتاين من الظاهرة الدينية لا يزيد أو ينتقص شيئا من قيمة هذا المبدع. نحن لا نفرق بين الناس على أساس إلحادهم أو إيمانهم بهذا الدين أو ذاك. تلك حرية شخصية أولا، و مسألة فردية ثانيا، و شأنا ذاتيا ثالثا
أعتقد أن حصر مفهم الإلاه خصوصا و مجمل الأديان عموما في نطاق التراث الأدبي و الفني للبشرية قاطبة دون تمييز أو إستثناء هو المنهج الأنسب للجميع، سواء كانوا ملحدين أو متدينين. إنه المنهج الذي يحترم العقل و يضمن حسن التعامل مع التاريخ لإستخلاص القيم الإنسانية في تطورها عبر العصور و لتجسيدها فرديا و جماعيا و الرقي بها على الدوام. وهو كذلك أسلوب نضالي سياسي و ثقافي و إجتماعي للتخلص من المافيات المتسببة في نشوء و في إستفحال الظاهرة الدينية. هذه المقاربة كفيلة بالقضاء على الفساد الإجتماعي و السياسي بإعتباره حكما مافياويا و سلطة سرية مطلقة سواء كانت سلطة في أيدي عسكرية أو في أيدي مدنية، و سواء إتخذت تسمية حديثة مثل البسيكولوجيا، أو ظلت بالتسمية القديمة مثل الغيبيات. فالمطلوب هو تطهير المجتمع من الإجرام المنظم عبر فصله أولا عن النظام العام، ثم عبر الوقاية من الفساد بالحث بمختلف الطرق على كشفه و منع الأسباب المؤدية إليه ثانيا.

------------------------------------

حققت الشعوب في هذه الثورات إستقلالية ملحوظة عن القيادات التقليدية بطرفيها الحكومي و غير الحكومي، سواء كانت حزبية أو قبلية عشائرية. هذه خطوة طيبة. وهي في حاجة للتدعيم بإنشاء البدائل المؤسساتية االديموقراطية المتصفة أساسا بالشفافية و الوقاية من الفساد، و القادرة بالتالي على أن تمنع الردة و أن تطور المكاسب المتحققة. ينبغي على النخبة المثقفة أن تبادر بإنشاء أكثر ما يمكن من هذه المؤسسات الحزبية و النقابية و غيرها من المكونات الجمعياتية الأخرى الضرورية لترسيخ القيم العالمية للديموقراطية و لحقوق الإنسان في الحياة اليومية للشعوب. إنها مسؤولية شخصية لكل مثقف على حدة و لكافة المثقفين مجتمعين بكل تخصصاتهم و بمختلف آفاقهم. كان هذا الأمر مستعصيا في أغلب الأحيان. فقد كان كل عمل سياسي في السابق مرهونا بمباركة المافيات و بسيطرة أمنية علنية أو سرية. تغيرت الأوضاع الآن بنسبة كبيرة مقارنة عما كان سائدا قبل شهور قليلة. و يزداد التغير من حسن إلى أحسن بفضل تزايد إنتشار وسائل الإتصال الحديثة بين عامة الناس. وهو ما يمكن أن يطور، بل أن يقلب رأسا على عقب مجمل الأوضاع الفكرية و السياسية لجماهير شعبية كانت معزولة أو مهمشة بسبب بعدها عن العوصم و المدن الكبرى أو بسبب أوضاعها الإقتصادية الصعبة. زالت تماما إذن كل مبررات عدم المبادرة بتكوين المؤسسات السياسية المتنوعة في شتى قطاعات النضال على الصعيد العربي، و خاصة إئتلافات أو تحالفات أو تجمعات الأحزاب الديموقراطية و التقدمية أولا و شبكات الشفافية و الوقاية من الفساد ثانيا. صار المجال مفتوحا للجميع. فما على المثقفين إلا أن يكونوا قدوة فيما يدعون إليه غيرهم.

--------------------------------------

الأرجح أنهم ( زعماء حماس و فتح ) إختلفوا على إقتسام الغنائم و خداع الشعب. فالتمويلات آتية من كل صوب دون وجود الكثير من منظمات الشفافية في فلسطين، و بالتالي دون مراقبة شعبية دقيقة دائمة. و الأرجح أنهم تصالحوا لأسباب ليست بعيدة جدا عن أسباب الإختلاف. أما الحل فهو إنشاء أكبر عدد ممكن من جمعيات محاربة الفساد و تكثيف إنخراط الجماهير فيها بكل فاعلية. هذا هو ضمان الوحدة الحقيقية، وحدة على أسس النزاهة و الكفاح التحرري.
--
ربما تبدو فتح أقرب نوعا ما من حماس إلى مجمل المطالب الوطنية من المنظور الديموقراطي. لا مقارنة بين علمانية فتح و غيبية حماس على سبيل المثال. قد يكون ذلك ناتجا عن التداخل بين فتح و مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية و تاريخها التقدمي بحكم الوزنالنسبي لتلك الحركة قياسا إلى باقي الفصائل
أما إشكالية الهوة الحاصلة أو الممكنة الحصول بين قيادة في المهجر و قواعد في الميدان فهي إشكالية مرت بها فتح سنوات طويلة جدا قبل أن تصاب بها حماس بعد ذلك. لا ننسى ما كان من شرخ بين قيادة تونس و سياسي الضفة ضمن قيادة يرأسها كلها الراحل عرفات. يوجد في هذا الشأن جانب مثمثل في توزيع المهام السياسية بين الإستراجيا و التكتيكات. هذا واقع بالنسبة لما كان موجودا لدى فتح، تماما كما هو واقع الأن لدى حماس
لا ننسى أيتها الصديقة الكريمة شدة الإرتباطات التمويلية و التسليحية و غيرها من إرتباطات سياسية بعضها ظاهر و أغلبها مستتر طيلة ما مر من الثورة الفلسطينية. إنها علاقات دولية سرية بمعنى الإرتهان في بعض الظروف و بالنسبة لبعض السياسيين. أتمنى أن يكون القادم أكثر شفافية
تظل منظمة التحرير الفلسطينية مجالا ديموقراطيا لتراقب الفصائل بعضها بعضا بشكل من الأشكال الضرورية. أما من لا يزال خارج هذه المنظمة فإن مراقبته ماليا لا تكون ممكنة بأي شكل من الأشكال. هذا هو الفارق الرئيسي بين فتح و حماس. إنه أيضا الفارق ذاته بين فتح و مجموع فصائل المنظمة من جهة، و حماس و غيرها من غير المنضوين في إطار وطني مشترك
إنها قضية المساءلة يا صديقتي. و حركة حماس إعتادت على إنعدام المساءلة . إعتادت ذلك جراء عدم إنخراطها في مؤسسات المنظمة و بسبب إشتراطها لهذا الإنخراط شروطا تعجيزية هادفة للمحافظة على إنعدام المساءلة المالية تحديدا.
يوجد مقال في العدد الحالي من مجلة الهدف بعنوان ( الفساد في فلسطين بين الإشاعة و الحقيقة) ( الصفحات 11 - 14 )
أتمنى أن تتكون في كل دولة و كل مدينة و كل قرية فروع متعددة لجمعيات و منظمات متخصصة جميعها في الشفافية و حوكمة الشركات و الوقاية من الفساد. هذه هي الطريقة الوحيدة لعقلنة الديموقراطية في العالم، و من ضمن ذلك لتخليص فلسطين من اللصوص و ليس فقط من الإحتلال.

------------------------------------

الحل ليس فقط أن ننتقد هذا التطرف الديني أو تلك الممارسات العقائدية العنيفة. الحل هو أن يكون المثقفون و السياسيون قدوة أخلاقية للشعوب في كافة الشؤون الخاصة و العامة. الحل هو تنويع و تقديم البدائل العقلانية و النماذج الأخلاقية البعيدة كل البعد عن الأديان. فتمكين عامة الناس من هذه القدوة و البدائل و النماذج هو الذي يضع الظاهرة الدينية في موضعها الصحيح كمجرد جزء من تراث الآداب و الفنون. ينبغي على السياسيين و المثقفين تأسيس أكثر ما يمكن من منظمات متخصصة في النضال لأجل الشفافية و في نشر الثقافة العقلانية بين سائر الفئات الشعبية، ثقافة مستقلة تمام الإستقلال عن جميع الأديان و مشتقاتها المباشرة و غير المباشرة. فإذا إستطاعوا ذلك تكون الجماهير الشعبية قد تخلصت من الظاهرة الدينية برمتها و من أعمق جذورها، و ليس فقط من مجرد بعض الحالات الدينية المتطرفة.
--
قد لا أكون مخطئا إذا قلت بشيء من التأكيد أن الشعوب قد بدأت مسيرة الوعي الديموقراطي. يوجد شبه إجماع على هذا المسألة.
المرحلة القادمة هي عقلنة الديموقراطية بين عامة الناس. فالديموقراطية بمفردها غير كافية
العقلنة، و أساسها السياسي هو الشفافية، مسألة ضرورية كل الضرورة. و أعتقد أن هذه العقلنة للديموقراطية لم تعد بعيدة المنال. فقد صار بالإمكان بفضل وسائل الإتصال الحديثة (الإنترنات تحديدا) نشر أفضل القيم و المبادئ الإنسانية بسهولة كبيرة بين أشد الناس بساطة و أبعدهم عن النخب السياسية التقليدية
لا أظن أن ظاهرة الفتاوي المتفشية حاليا تمثل تهديدا جديا أو فعليا سواء للديموقراطية أو للعقلانية. فتلك الفتاوي تنفر عامة الناس من الإيديولوجيات الدينية أكثر بكثير جدا مما تجندهم للأصولية
لقد أدركت الشعوب أن النضال لأجل الشفافية ( محاربة الفساد ) هو نضال لأجل التنمية. لم يكن أحد في السابق (منذ سنوات قليلة جدا ) يكترث بالشفافية، أو حتى يسمع عنها، غير الطليعة و النخبة المثقفة. صارت الشفافية قضية شعبية. هذا تطور لا مبالغة ربما في وصفه بأنه عظيم. و أدركت الشعوب أيضا أن الحرية قد صارت حقا ممكن التحقيق بدون أي إعتماد على القيادات التقليدية. هذا تطور رائع أيضا
لهذا أعتقد أننا نشهد الآن بداية لعصر عربي جديد. تبدو معالم هذه النهضة العربية واضحة كبدايات واثقة و إرهاصات مشجعة و مقدمات مبشرة بمستقبل أعدل
الأهم الآن هو إنشاء أكثر ما يمكن من المؤسسات الحزبية و النقابية و غيرها لأجل الرقي بالعفوية الشعبية إلى مستوى التنظيم السياسي. هذا التنظيم هو الذي يضمن التركيز على الأولويات التنموية و التوحيدية تحديدا. هذا التنظيم هو مسؤولية المثقفين و السياسيين الديموقراطيين العقلانيين و وظيفتهم و واجبهم حيال شعوبهم.

------------------------------------

ما هذا التساؤال العجيب ؟ فالشيخ أسامة قد صار بجوار ربه و بين حور العين. و قد أقسم العسكريون الأمريكيون أنهم قاموا بما يقتضيه الشرع الإسلامي في عملية الدفن. فهل يراودكم الشك في مصداقية أي عسكري أيها المدنيون ؟ العسكريون محلفون كما الشيخ أسامة موعود بالجنة. و أنتم صامتون عن المخابرات واصفين إياها بأنها غيبيات و ميتافيزيقيا حينا و بسيكولوجيا حينا آخر و أسرار الدولة أحيانا أخرى. يلخص أبو العلاء المعري الموضوع برمته في مقولته الشهيرة : ( هذا قول له خبيء معناه ليست لنا عقول.)

-------------------------------------

ليست سوريا هي التي توجه الإتهام. فالإتهام صادر عن الحكومة السورية. و الفارق كبير جدا. الأهم من العنوان هو أن الهمجية التي تدفع أعوان الأمن إلى إطلاق النار على المظاهرات لا بد أن ترتد على الحكومة. فالنزعات العدوانية لا تفرق كثيرا بين عدو و صديق. إنها نزعات حربية ( أو إنتقامية أو رجولة المخصيين أو ميول القطيع) . إنها بشكل إجمالي نزعات تعويضية تفسد و تخرب كل ما يعترض طريقها، بما فيه الحياة الخاصة بالهمج ذاتهم. و إنها، بالخصوص و في كل الأحوال و الظروف، لا تحل مشكلة إلا بصنع أخرى حتى يتواصل البحث عن حلول جديدة.

------------------------------------

جزء من حوار :
هذه قضية غير موجودة أصلا بالنسبة للهمج. و هي فعلا معضلة بالنسبة لكل الأخلاقيين في العالم منذ أقدم العصور
ربما يكون الحل الأنسب حاليا للجميع هو التالي
يقع حصر جميع عمليات ذبح الحيوانات و تهيئة لحومها حصرا مشددا جدا في الأماكن الصحية المخصصة لها abattoir slaughterhouse و المراقبة من طرف المصالح المعنية بمراقبة سلامة المواد الغذائية و مطابقتها للمواصفات العلمية.
يجب أن يتم ذبح الحيوانات بعد صعقها بالكهرباء لتقليل آلامها إلى الحد الأدنى. هذه الطريقة بالذات ( الكهرباء ) هي المطبقة في جميع دول الإتحاد الأوروبي. وهي من أهم القواعد السلوكية في التعامل الحديث مع الطبيعة.
معنى هذا بكل وضوح هو أن اللحوم لا تخرج من تلك الأماكن إلأ وهي في شكل مغلفات أو معلبات.
و بطريقة أوضح أكثر : لا يحق لبائعي اللحوم سوى بيعها دون أي تقطيع أو أي تهيئة أخرى لها. و بالتالي لا يرى الناس تلك اللحوم في المحلات التجارية إلا وهي مغلفة أو معلبة بشكل مطابق للمعايير الصحية المحددة بقانون واضح و دقيق
هذه المنهجية هي التي تقلل السلبيات المستفحلة في أسواق اللحوم و دكاكينها. و ربما يساعد هذا الأسلوب على تخفيف المعضلة الأخلاقية الأبدية الأزلية التي طرحتها الصديقة الكريمة صاحبة الدعوة لهذا الموضوع. تظل الإشكالية الأخلاقية مطروحة بطبيعة الحال. لكن حدتها تخف نوعا ما
تذكروا أيها الأعزاء أن الهمج لا يرون أي مشكل صغير أو كبير في موضوع ذبح الحيوانات كما هو مطبق لديهم الآن. إنه بالنسبة إليهم مجرد تراث مجيد و تقاليد سمحة و عادات حميدة و هوية عظيمة و نظام عام لا يشوبه تخلف أو فساد أو همجية. أنتم إذن تتحاورون فيما لا شأن لهم به من بعيد أو من قريب.

--

يتجنب بعض الناس الخوض في هذه الأمور لأنها دالة على سادية المجتمع و إيديولوجياته الدينية و حتى غير الدينية دلالة مباشرة لا غموض فيها
يفضل الجبناء تناسي أو تجاهل ما يعجزون عن مواجهته
و لذلك ينبغي دفعهم دفعا للتفكير فيما يرفضون التفكير فيه جراء إحساسهم بالعجز أو جراء تبلد عقولهم. فإنهم إذا قارنوا أنماط مجتمعهم بما توصلت إليه مجتمعات أخرى يصيرون متحضرين أخلاقيا، و تتحسن بالتالي ظروفهم المعيشية و الفكرية.

--

عندما لا يجد بعض الناس ما يشغل أذهانهم يصنعون في الأوهام من أية سفاسف قضايا مصيرية و أولويات صراعية أو حتى إقتتالية دونها الموت. لهذا ليس وصف تلك العناصر ( أو ربما الفئات ) بأنها مختلة ذهنيا وصفا خاطئا أو ظالما
ينطبق هذا على مسائل عديدة يكون فيها رفض التطور و محاربة التحسن ظاهرة إجتماعية أو سياسية، و ليس فقط ظاهرة دينية
لا يمكننا أحيانا تفادي المصطلح الذي حدده نيتشه Friedrich Nietzsche لوصف تلك السلوكيات المصرة على التخلف. المصطلح هو ( أخلاق القطيع ). لكن لا يحق لأحد فرض أي رأي على غيره من الناس. يعرض صاحب الرأي رأيه . و يكون قدوة شخصية فيما يدعو إليه. و لكل فرد أن يختار ما يشاء لنفسه. لا وصاية في هذه الشؤون. الناس أحرار.

--

لا بد أن تكون البدائل أفضل و أنسب لعامة الناس و تحديدا لأضعفهم. هذا شرط جوهري في كل نقد لأوضاع خاصة أو عامة و في كل المسائل و الظروف
ليست جميع السياسيين مثقفين يا صديقتي. و ليس جميع المثقفين فلاسفة. و بالتالي فإن الحلول التعسفية قد تحدث في أي مجال. إنها النزعات التسلطية حينا، و التعويضية حينا آخر، و الأخطاء التشريعية أو التنفيذية الغير مقصودة في أغلب الأحيان. قد يظن صاحب القرار الحكومي أو غير الحكومي أنه يفعل خيرا للمجتمع، إلا أنه ربما يكون قد نسي أن معيار الصواب هو مدى ملاءمة هذا القرار أو ذاك لأضعف الناس، و ليس فقط لأقواهم أو لمتوسطيهم قوة. الأضعف إجتماعيا أمانة لدى مختلف العقلانيين ( أو الحكماء بالتعبير الفلسفي ). هذه خاصيتهم التي تميزهم أجمل تمييز منذ آلاف السنين في كل أرجاء العالم.
العدل ليس أن يكون الأشخاص متساوين أمام القانون و المحاكم مع بقائهم غير متساوين في المجتمع. إنما العدل أن يكون أضعف من في المجتمع أقوى الناس في المحاكم و أمام القانون.

----------------------------------

جزء من حوار :
الحرية الدينية المقررة في المواثيق العالمية لحقوق الإنسان هي حق كل إنسان في ان يكون ملحدا أو أن يختار أي دين يشاء
لا يجوز التطفل على أي إنسان في موقفه من الأديان. هذه مسألة شخصية و فردية
أتمنى أن يحترم الجميع بعضهم بعضا في هذا الموضوع و في غيره. فالقضية برمتها و من أولها إلى آخرها قضية الإحترام بدون شرط أو قيد، و بدون تمييز أو إستثناء.

------------------------------------

الحق في التنمية هو جوهر كل نضال سياسي، سواء كان حزبيا أو غير حزبي، و سواء كان حكوميا أو غير حكومي
الحق في التنمية هو محور جميع حقوق و حريات الإنسان المقررة في مواثيقها العالمية.

-------------------------------------

معا ضد كل شكل من أشكال التحفظ على المواثيق العالمية لحقوق الإنسان.

------------------------------------

هذا أحد النصوص المرجعية التي لا غنى عنها لأي مناضل سياسي أو نقابي و أو ثقافي.

------------------------------------

المقاربات الإقتصاية هي المفضلة لدي في مختلف الشؤون العامة. إنها الأكثر واقعية و فاعلية.
إقرؤوا هذا المقال الطيب الذي فيه ما يلي: ( سبب اتحاد الدول مع بعضها هي اسباب اقتصادية, و لكي يعم الخير على جميع مواطني الدول المتحدة وليس لاسباب دينية او قومية كما تنادي الاحزاب الدينية والقومية العربية, ولهذا السبب نجح الاتحاد الاوروبي وفشلت جميع مشاريع الوحدة العربية.)
--
من توخى التحليل الإقتصادي في النضال السياسي قد إلتزم بالمنظور التنموي مفضلا إياه على مختلف الأبعاد الأخرى. و إنه التفضيل المرجو للتركيز على الأولويات التي تفيد الجماهير الشعبية بعيدا كل البعد عن الشعبوية و سفاسفها.

أعتقد أن المقاربات الإقتصادية هي مقاربات الناس الأكثر وعيا بالمسؤولية المجتمعية لكتاباتهم و لجميع ممارساتهم الخاصة و العامة. و أعتقد بالتالي أن على المثقفين، برغم تنوع تخصصاتهم، أن يكونوا ملمين جيدا بالقضايا الإقتصادية على الصعيدين الوطني و العالمي. فذلك من أهم مقومات الجدوى لشتى نضالاتهم الثقافية و لمختلف ما يتصل بها من فروع و فروع الفروع

لو يتحقق، لدى عامة المثقفين العرب، هذا الوعي الإقتصادي، و من ضمنه الوعي بالمسؤولة المجتمعية عموما و التنموية خصوصا، نكون قد إنجزنا أهم المقدمات و أقوى الأسس للوحدة العربية.

--
ربما يكون تناسي البعض للأولويات التنموية هو إصابته بغلبة الحسابات السياسية عموما و الإنتخابية خصوصا. لذا ينبغي الحرص المشدد على الوقاية الدائمة و الجماعية و المؤسساتية ضد الشعبوية، تماما كما ضد الفساد أو ضد الإنفصال عن الواقع اليومي للجماهير الشعبية الكادحة.

لا يجوز للمثقف أو للسياسي أن يتخلى عن مسؤولياته الطليعية (حزبية أو حكومية أو نقابية أو غيرها)، و خاصة المسؤوليات التنموية منها. فالوصول إلى مواقع صنع القرار السياسي (الحكومي أو غير الحكومي) هو أداة لتجسيد و لممارسة تلك المسؤولية بالذات و بالتحديد. إنه ليس هدفا أو غاية، بل مجرد وسيلة نضالية من مختلف وسائل النضال و أداة من مجموع أدوات العمل.


-------------------------------------------

صرنا نخاف من أنفسنا على المتضامنين معنا !!!

إقرؤوا المقال بكامله أيها الأعزاء : ( أسس بارنوبيم عازف البيانو ورئيس الاوركسترا الإسرائيلى-الأرجنتينى والاسبانى والذى يحمل جواز سفر فلسطينى أيضا، عام 1999 مع صديقه المثقف الفلسطينى ادوارد سعيد، اوركسترا ديفان وهى اوركسترا مشتركة بين شبان عرب وإسرائيليين تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عاما، تعزف فى جميع أنحاء العالم.)
إقرؤوا المقال بكامله لألا يساعد التسرع على قتل متطوعين أمميين آخرين متضامنين مع القضية الفلسطينية، كما وقع إغتيال فيكتوريو أريجوني 

لا تنسوا أيها الأصدقاء هذا المتضامن :
جوليانو مير خميس Juliano Mer-Khamsi
إشتركوا في هذه الصفحة المخصصة له مثلا


--------------------------------------

المنطقي في هذه القضايا هو أن يكون تعدد الآراء متمحورا حول وسائل تطوير الأنظمة التعليمية و حول الأساليب التربوية و المناهج البداغوجية التي يقترحها هذا الطرف أو ذاك لتنشئة أجيال أكثر عقلانية. إنني أكاد أدافع حتى عن أشد المتطرفين الدينيين إنغلاقا و رجعية طالما لا أجد أن حكومات أو أحزابا قدمت لهم مختلف البدائل الديموقراطية و العقلانية، و خاصة من خلال كل المؤسسات التعليمية. إنها مفارقة مؤسفة و مؤلمة. لكنها الحقيقة.

--

يلقنونهم التدين على أنه الأخلاق، و يجندونهم في شبكات إجرامية على أنها جهاد، ثم يصفونهم بأنهم إرهابيون، و ربما يقتلونهم إن لم يكتفوا بالزج بهم في السجون
لا يوجد أشد حقدا من ذلك الظلم. إنه إنتقام خسيس من بسطاء مغفلين.
كم أشعر بالأسى و الحزن من جهة و بالغضب و النقمة من جهة مقابلة.

--

مهلا صديقتي، إنك تتحدثين عن تخريب للعقول يحكم العالم منذ آلاف السنين. فالإنسانية لا تزال إلى حد اليوم محكومة من طرف مافيات ذات تمظهرات دينية في المجتمعات التقليدية و الفقيرة، و ذات تسميات بسيكولوجية في المجتمعات المتقدمة و الغنية. أكتفي بالإحالة إلى أحد الأمثلة الدالة على مدى إستفحال التجنين السياسي، و ليس فقط التجنيني الديني. أنظري لهذه الحالة الأمريكية
(مميزات أشعة الليزر هائلة ولا تحصى ، ومثلما تقوم بنقل تغيرات في منطقة معينة إلى اجهزة التجسس السايكوترونكي , يمكن لأجهزة خاصة أن تحدث " تغييرات " مشابهة بطريقة معكوسة في الدماغ ، فتتسبب بميول وسلوكيات غريبة ، وغالباً ما تتسبب بهلاوس سمعية بصرية لدى الأفراد قد تصل لدرجة عالية من التناسق ان تظهر كوحي إلهي حتى ..!
فـــ " جورج بوش " الابن سمع " الله " وهو يأمره باحتلال العراق فيما هو جالس على مائدة العشاء مع اسرته في البيت الابيض .. حسبما ادعى هو بذلك ، وشخصياً لا اشك في ما ادعاه .. !) هذا جزء من مقال عقلاني جريء منشور الآن في أحد أكثر المواقع العربية عقلانية و جرأة، موقع الحوار المتمدن. و الرابط الخاص به هو التالي
فهل نلوم أناسا بسطاء على أنهم يظنون أن دينهم أساس هويتهم، أو كما تصفين أنت نظرتهم إليه وصفا صائبا بالكلمة المفتاحية (العزة) ؟ !!! لا لوم يا صديقتي على عامة الشعب في ذلك الخطأ طالما ظلت النخب الثقافية و السياسية الحكومية و غير الحكومية متكتمة على حقيقة الظاهرة الدينية و عن المافيات التي تسبب التدين و التي تروج له على أنه أخلاق أو هوية.
سيتغير الحال إذا تمكنت الشعوب من فرض و تعميم الشفافية، و من ضمنها الإفصاح الأمني و العسكري.
سيتغير العالم من النقيض إلى النقيض إذا صارت الشفافية صفة جوهرية في كافة الأنشطة السياسية الحكومية و غير الحكومية، و في جميع القطاعات المدنية و العسكرية، كما تكون مشتركة بين أفقر الفقراء و أثرى الأثرياء في شتى المسائل الإجتماعية و مختلف أبعادها
ربما يتحقق ذلك. و إذا تحقق فسيكون المجتمع الفاضل قد تحقق. أما الآن فالحال كما ترين: لصوص يستهزؤون من الشعوب المغفلة التي تسدد ثمن فسادهم تسديدا عقائديا من حرياتها و حقوقها. هذا هو محور الصراع لأجل توعية الجماهير الشعبية و لتمكينها من فرض مصالحها التنموية.


-------------------------------------------

إنــــهــــم مــــجــــرد لـــــصـــــوص. و حــــكـــــومـــاتـــهـــم مـــجـــرد مـــافـــيـــات.
لا يوجد أي حل غير إنشاء أكبر عدد ممكن من المنظمات الحكومية و غير الحكومية المتخصصة في الشفافية و حوكمة الشركات و الوقاية من الفساد.www.transparency.org يجب أن يكون هذا هو الشغل الشاغل لمختلف الأحزاب و النقابات. و ينبغي أن يكون المثقفون قدوة في هذه القضية. فلا ديموقراطية و لا تنمية إلا بأخلاقيات و قيم الشفافية تحديدا

-------------------------------------------

كيف وصل الكذب إلى درجة الترحيب و التمجيد عالميا لمقتل بن لادن رغم العلم أنه مجرد أداة في أيدي المافيات و المخابرات ؟ 
لا يجهل أحد أن بن لادن ألعوبة في قبضة من جنده في السعودية، و من إستخدمه في محاربة السوفيات في أفغانستان، و من وفر له الحماية في باكستان.
لماذا لا يطالب أولائك السياسيون بحظر المخابرات و التجسس و التجسس المضاد بما أنهم يدركون أن تلك المافيات الأمنية و العسكرية مضادة للشفافية و مسببة لكل ما هو إجرام منظم و متسلطة به على المجتعات و الحكومات ؟
لماذا تتمركز الحرب الإعلامية على العناصر التنفيذية دون أن يتجرأ السياسيون على إزالة الشبكات التي تصنع و تستخدم تلك الادوات ؟ 
لمذا لا يطالب أولائك السياسيون بإستبدال المخابرات بشبكات حكومية و غير حكومية للشفافية و لحوكمة الشركات و للوقاية من الفساد ؟ 
أليس الحل الجذري لمختلف الأنشطة الإجرامية هو تكوين أكبر عدد ممكن من هذه الجمعيات و الهيئات و المنظمات و جعل الأحزاب و النقابات ملزمة قانونيا بالنضال ضمن هذه الشبكات الحكومية و غير الحكومية المتعددة و المختلفة و المتنوعة ؟ 
إن الإحتفال بمقتل شخص، سواء كان مجرما أو ضحية للإجرام، هو إحتفال همجي ككل الإحتفالات الإنتقامية، إضافة إلى أنه بلا جدوى في القضاء على ما يسمى الإرهاب
الحل معروف للجميع: إنه حث الشعوب على النضال لأجل الشفافية. إنه تشجيع الجماهير الشعبية على إستبدال أنشطتها السرية المدنية و العسكرية ( و من بينها الغيبية ) بأنشطة علنية شرعية ديموقراطية عقلانية
البديل موجود و متاح للحكومات و للشعوب. و لكل فرد أن يختار لنفسه ما يشاء : له ان يشارك في تلك الإحتفالات الإنتقامية و الممارسات التي لا جدوى منها. و له أن يشارك في وقاية مجتمعه و العالم ضد الفساد و الإجرام المنظم تنظيما غيبيا حينا و مافياويا حينا آخر.

----------------------------------------

جزء من حوار :
صديقتي الكريمة، إن من يحزن لزوال مجرمين أو فاسدين لا يكون إلا أحد هذين الصنفين
قد يكون مجرما و فاسدا رأى في رحيلهم رحيله القادم،
و قد يكون مغفلا يظن أن ذلك الإجرام أو ذلك الفساد أخلاق
لا تزال بعض الفئات ذات المستوى التعليمي البسيط مغفلة، بل شديدة الغفلة حماسا و غباء.
إنها ليست فئات معادية إلا لنفسها. فالعالم يزداد تقدما في حين تظل هي متخبطة في تأخرها و إنحطاطها.
إنها، بسبب عدم إطلاعها على قيم الشفافية و مبادئ الديموقراطية العقلانية، و بسبب بعض العقد الإجتماعية و المظالم السياسية، تخرب حياتها بحربها على حقوقها و حرياتها التنموية المقررة عالميا لكل البشر.
إنها فئات مصابة بالتخلف الذي يتصور ضحاياه أنه هوية وطنية حينا و أنه سلوك أخلاقي حينا آخر .
واجبنا جميعا مقتصر على تقديم أكثر ما نستطيع من إقتراحات و بدائل عقلانية في سائر الشؤون و الظروف. و لكل فرد أن يختار لنفسه ما يشاء
تحياتي لك أيتها الصديقة الطيبة و لكل الأصدقاء المتحاورين.

---------------------------------------

ليست القضية مقتصرة على أفراد. إنها إشكالية مجتمعية متمثلة في الفساد الإجتماعي و السياسي و الأنشطة السرية المتوارثة منذ أقدم العصور بتسميات غيبية قديما، و بتسميات أمنية و عسكرية و بسيكولوجية حسب التعبير الحديث. فالإيديولوجيات الدينية و تمويلها و تسليحها ليست مسألة أفراد تنفيذيين، أيا تكن مسؤولياتهم و رمزيتهم في عالم الإجرام. المشكلة الحقيقية هي خداع الشعوب بأكذوبة أن التدين و الأخلاق شيء واحد، و بأن الأصوليين المسلحين مدافعون عن الأخلاق. هذا هو الخداع الذي أنتج الظاهرة المسماة إرهابا.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.