منتدى العقلانيين العرب
26 – 10 – 2010
العاجزون عن الحوار العقلاني الأخلاقي يخربون ما يعجزون عن التحاور فيه. أساليبهم هي تصنيع الفضائح و توهم المخاطر و إصطناع الأعداء و إفتعال الحروب. و طريقتهم هي التآمر و الأنشطة السرية. تلك هي كل حياتهم. وهي ما يسعى المناضلون لتحريرهم منها. المشكلة الأساسية التي تسمم عقول أولائك العجزة هي أنهم مقهورون ممنوعون عن التفكير المنطقي و محرومون من الحرية الشخصية و السياسية كما هي مقررة في مواثيقها الدولية. إنهم في حالة إستعباد تدفعهم عبوديتهم للتفتيش عن أية ذرائع للإنتقام و للتنفيس عن القهر الذي يتخبطون فيه . هذا هو السبب الرئيسي لعميات التخريب التي يمارسونها ضد كل شيء و ليس فقط ضد المواقع العقلانية. إنهم ضحايا أنظمة إذلالية و عقائد تسلطية. قد فرضوا على أنفسهم قيودا و حدودا تسبب أحقادهم على العالم أسره. لم يفرض عليهم غيرهم شيئا. إنهم مجرد حمقى إختاروا التسلط كنمط يتأذون به و يؤذون به الناس. و كلما إزدادت معاناتهم إزداد سعيهم الجنوني للتعويض الإنتقامي و التبريري. إنهم مجرد أدوات غبية في دوامة التخريب و التخريب المضاد و في فساد التجسس و التجسس المضاد. تلك متاهة لا يمكن الخروج منها إلا بالمزيد من الحرية و من حث الجماهير الشعبية على النضال لأجل الشفافية و العقلانية و الديموقراطية. فعامة الناس، من أفقر فقرائهم إلى أثرى أثريائهم، هم أصحاب المصلحة في كل تنمية سياسية أو ثقافية أو إجتماعية سواء كانت من مصدر حكومي أو غير حكومي. إن ملايين البسطاء إذا أدركوا هذه الحقيقة البديهية يوفرون أفضل و أقوى حماية للمناضلين و للمؤسسات و المواقع النضالية. فعندما تتأكد الفئات الشعبية الكادحة أن المناضلين يكرسون جهودهم للرقي بالأوضاع المعيشية لسائر الناس، و عندما يعي المواطنون الكادحون أن جوهر النضال هو خدمة أولوياتهم التنموية فلا خوف على مثقف مكافح من أجل شعبه، و لا حاجة له أن يختفي عن الكراكز أو من المخابرات، كما في قصة شبكة الملحدين العرب أو غيرها من قصص كبار المتعلمين صغار المثقفين. إنها قصص الفئة التي لم تعرف كيف تشرح العقلانية و الأخلاق لعامة الناس. لا أقول أنها لم ترغب في التعامل معهم خشية الوقوع في الشعبوية. أقول فقط أنها في حاجة لتحقيق ذاتها الريادية و لتفعيل وظيفتها الثقافية الطليعية بتكثيف عملها بين الجماهير بكل ما في هذا العمل من أولويات إستراتيجية و من تفاصيل يومية. لقد تعرفت على موقع شبكة الملحدين العرب لبعض الوقت. و قد كتبت فيه بعض المساهمات القليلة و البسيطة جدا. ثم حدث إلغاء أو تجمد حسابي دون أي سبب معلن و دون أي تنبيه مسبق. يبدو أن ذلك جزء من روتين المخربين الذين يتطفلون على إتصالات الموقع بإتلاف الحسابات الشخصية لأعضائه. المسألة ليست مقتصرة على موقع شبكة الملحدين العرب. فمختلف المواقع التي يعجز المقهورون عن التعبير فيها أو حتى عن قراءة نصوصها قد تتعرض لنفس الآفة، آفة الحجب حينا و إحداث تغييرات في الحسابات الشخصية حينا آخر. أنظروا أيها الإخوان الكرام لموقع اليوتيوب على سبيل المثال. إنه موقع رائع شديد النفع لكل الناس في العالم، لكنه محظور الآن على ملاين البشر بسبب بعض المعقدين جنسيا و الموبوئين شرجيا (موبوؤون شرجيا أي أنهم شاذون جنسيا). موقع اليوتيوب ليس إستثناء و لا حالة خاصة. فحتى موقع الفيسبوك عرضة في بعض الأحيان لتدخلات طـُـفــَـيْـلـِـيّــَة. لقد كانت لدي فيه صفحة جيدة تضم أكثر من ألف صديق. و تم تعطيلها بشكل غير قابل للتفسير أو للتبرير سوى أن جميع المواقع مهددة بذلك الهوس التخريبي و تلك الهلوسة الـتـطـفـلـيـة. (سأفتح اليوم صفحة جديدة في هذا الموقع بالذات.) الموضوع نفسه مكرر في قضية البلاك بيري. فالأنذال الذين شنوا عليه حملة دولية بذريعة ما يسمونه الحرب على الإرهاب و بدعوى المصالح العليا للدول ليسوا سوى جبناء مرعوبين من الحرية التي تكشف الفساد و تفرض الشفافية. لقد عارضوا في تقنية هذا الهاتف ما يضمنه من حرمة الإتصالات و المراسلات و الخصوصية الشخصية لإنهم طفيليون يعارضون الحقائق التي تعلن لصوصيتهم. حاربوا تشفير البريد الألكتروني المميز للبلاك بيري لأنهم يخافون مما ينهي تطفلهم المتستر بقولهم السخيف أنهم يحمون حكاما أو يسترون أديانا. تأملوا مليا أيها الإخوان الخريطة المصاحبة لهذا النص، خريطة منظمة الشفافية الدولية لهذه السنة. فالمسألة عالمية. (الرابط الخاص بالصورة موجود في أسف النص: carte_ipc_2010_v2.jpg ) إنها مسألة عالم يلوثه أفراد مصابون بآفة ذهنية هي أشنع الأمراض السلوكية الفردية و الجماعية التي تخرب الدول و المجتمعات على حد السواء. حالتهم العقلية المزرية تستوجب العلاج بكل الطرق و الأساليب. إنهم ليسوا أعداء إلا بمعنى عداوتهم للجميع و حتى لأنفسهم عدواة مضادة للحياة الحرة و للكرامة البشرية. لذا لا نفع في الرد عليهم بمثل أفعالهم التخريبية: لا يخرب المناضلون أية مواقع مخالفة لآرائهم، و لا يتطفلون عليها ولو بمجرد إلقاء نظرة عابرة. الرد الأجدى هو المزيد من التوعية للجماهير الشعبية الكادحة. و التوعية هي البرهنة بالقدوة و بالممارسة الميدانية الدائمة. و موضوع البرهنة هو أن المصالح المعيشية للشعوب و أولوياتها التنموية هي جوهر و غاية كل نضال. و لا يختلف في هذا السياق أي نضال سياسي أو ثقافي أو إجتماعي أو إقتصادي أو غيره من أنشطة المناضلين. ففي كافة هيئاتهم الحكومية و غير الحكومية بكل مقارباتها المتنوعة يظل الجوهر ذاته و تظل الغاية ذاتها. ا
أخيرا أتمنى أن يتعافى المصابون و أن تكون الوقاية أكثر من العلاج. فنحن نناضل من أجل العدل للجميع، و من أجل الحرية و النزاهة لكافة البشر، و من أجل الكرامة و السعادة لكل الناس بلا إستثناء أو تمييز. لهذا لا نرد على أي فعل أيا تكن مصادره أو ظروفه إلا بأفضل منه. و تلك هي الحكمة. و حب الحكمة بمكوناتها الرئيسية الثلاث المنطق و الأخلاق و الجمال هي الفلسفة. ا
