Pages

vendredi 3 décembre 2010

لأننا نحبكم

منتدى العقلانيين العرب
3 – 12 – 2010
حبا في كافة الشعوب و إدراكا لطاقاتها الكامنة ينبغي تطهير المجتمعات من العقد الجنسية و التجسسية لتركز جهودها على أولوياتها التنموية و التوحيدية. هذا هو، رغم طول الجملة، ملخص أهداف المناضلين العقلانيين في القطاعات الإجتماعية المتنوعة. هذه هي بكل إيجاز و وضوح غايتهم في كل نشاطهم الإجتماعي سواء ضمن الإنترنات أو خارجها. إنه كفاح تربوي ذو أهمية فائقة و جدير بأن تخصص له الأحزاب الديموقراطية و النقابات التقدمية و الجمعيات الحقوقية أقساما كبرى لزيادة فاعليته بين الجماهير. إنها تربية إجتماعية أخلاقية قادرة على تحقيق مجتمع أكثر عدلا، إذا وجدت من تلك الأحزاب و النقابات و الجمعيات تشجيعا ماديا و معنويا عبر البحوث الميدانية و الدراسات النظرية و التخطيط العلمي و البرمجة الإستراتيجية.
لنأخذ مثلا عن هذا الموضوع من أحد أشد المصادر وثوقا بالنسبة إلينا. نشرت جريدة القدس العربي نبأ بعنوان: إغتصاب فتاة أمام ألف شخص بحضور والدها وتركها تسير عارية.
صحيح أن المتخلفين يتذرعون بالأديان للممارسة همجيتهم. لكن المثقفين المتذرعين بأية ذريعة لعدم النضال هم الأسوأ ضررا و الأكثر مسؤولية عن كل أسباب التخلف و نتائجه. عار على المثقفين الصامتين أن يحدث إغتصاب لا يردون عليه بحرب على الظلم أصحابه و على الجهل و المستفيدين منه. تلك الجرائم المسلطة على الأطفال و النساء بحجة السلف و التراث في ظل تجاهل أو تناسي المثقفين لها أو إنشغالهم عنها بأي شيء آخر إنما هي عار على أدعياء الأخلاق الفلسفية و القيم الحقوقية و المبادئ الديموقراطية. فما يرتكبه الحمقى و الهمج من إنتهاكات لكرامة الإنسان و حرياته و حقوقه المنصوص عليها في مواثيقها العالمية إنما هو جزء من مظاهر معاناتهم و من تخبطهم في الجهل. لا يبرر لهم ذلك أي شيء مما قد يرتكبونه. لكنه يضيف للمثقفين مسؤوليات أكبر و أكثر حيال شعوبهم. تحتاج الشعوب لمنظمات تربوية تعلمها الأخلاق. تحتاج لجمعيات حقوق الإنسان www.amnesty.org  و لشبكات الشفافية www.transparency.org  في كل مدينة و قرية. تحتاج الشعوب، قبل الحكومات و أكثر منها بكثير جدا، لأن يشجعها المثقفون تشجيعها بالقدوة الشخصية لحثها على النضال الحزبي الديموقراطي الأخلاقي. إن التشجيع المرجو و المقصود هو المتمثل في القدوة الشخصية و الممارسة اليومية. إنه ليس ليس شعارات لفظية مناسباتية أو بيانات خطابية فحسب. إنه عمل تطوعي إجتماعي تنموي في سائر قطاعات المجتمع و فئاته، و خاصة في أشدها إحتياجا للتوعية و المساعدة. إنه كفاح يومي لتوعية الجماهير طبق أحدث المفاهيم و المناهج. إنه واجب تقتضيه التنمية و يستوجبه المنطق. ينبغي أن يدرك المثفقون أن هذه هي وظيفتهم و مسؤوليتهم حيال شعوبهم الرازحة تحت أعباء تراثها الهمجي المتخلف بسبب رداءة النظام التعليمي و فساد النظام التربوي. لذا يجب أن تقدم الحكومات كل ما يشجع المثقفين على أداء هذا الواجب و هذه المسؤولية في كافة المجالات السياسية و الإجتماعية و الثقافية و غيرها. لا يلام الجهلة على جهلهم. لكن يلام المثقفون و الحكومات على التقصير في التربية العقلانية.
لنأخذ مثلا توضيحيا ثانيا من نفس الموضوع و لنفس الهدف. و ليكن صورة يبدو حاليا أنها رائجة في الفيسبوك لأنها تجسيد للتخلف. ما في الصورة ليس إلا نتيجة غياب التربية الجنسية. فغيابها يسبب الشذوذ الجنسي و ما ينتج عنه من عاهات إجتماعية و آفات ذهنية. يقول أصدقاؤنا الفكاهيون شارحين الصورة أن ذاك الشيخ الشاذ جنسيا ينفخ الروح في الطفل. و الروح من علم اللاهوت و غيره من جهل و أكاذيب و فساد. لعل النفخ من بر الوالدين. و لعله من الورع و التقوى. لعله من الأخلاق الحميدة. في كل الحالات يظل الأمر برمته في هذه اللقطة السلفية القديمة الجديدة متروكا للفكاهيين يحللونه للجماهير و يبدعون لها منه تسلية.
هذا عرض لإشكالية موجب لعرض الحل. فمن يعرض مشكلة دون أن يقدم حلولا عملية مناسبة لها لا يكون سوى مشارك في الأذى و عنصر من عناصر الخراب. الحل الأنسب للكثير جدا من الظلم الإجتماعي و من أسباب الفقر و مكونات التخلف هو، بكل إيجاز، أن يشارك المثقفون مشاركة فردية و جماعية في إنشاء و إدراة المشاريع الإقتصادية لفائدة الفقراء، و أن يصير المكلفون بأمور القروض التنموية مناضلين، لا أن يظلوا مجرد موظفين مكتبيين . الحل هو أن يذهبوا جميعا إلى كل مكان في المدن و القرى باحثين عن المحتاجين للقروض الصغيرة و المتوسطة التي تعرضها الحكومات و المنظمات التنموية الوطنية و العالمية. فكما لا يجوز أن يتقوقع المثقفون على أنفسهم خشية من الشعبوية و مما تتضمنه من بذاءات الهمج و إنحطاطهم في النقاش، لا يجوز أن يقبع أعوان التنمية منتظرين قدوم الفقراء إليهم . فالفقراء نادرا جدا ما يستطيعون أن يطمحوا في الحصول على أي شكل من أشكال القروض. و السبب معروف للجميع: إنه النظام البنكي الإجرامي ، نظام المضاربات أو نظام الكازينو. الحل إذن هو بكل دقة و صرامة أن يقتدي كل المستثمرين و الممولين و المثقفين، و بالتالي كل السياسيين الحكوميين و غير الحكوميين، بالمؤسسات الثلاث التالية:
المؤسسة الأولى:  PlaNet Finance
المؤسسة الثانية: مؤسسة ساويرس للتنمية الإجتماعية
المؤسسة الثالثة: مؤسسة عبد اللطيف لخدمة المجتمع، صاحبة مقولة (لأننا نحبكم).  
هذه ثلاثة نماذج شهيرة يعرفها الخاص و العام. و من يريد الإنجاز في هذا المجال يجد بالإضافة إليها آلاف الأمثلة مضيفا إليها مثالا جديدا يبتكره شخصيا. و في هذه الأمثلة الثلاثة الطليعية من حيث المسؤولية الإجتماعية، كما في الأمثلة المبتكرة الأخرى كل يوم،  يظل المنهج مشتركا و ملخصا في عبارة (لأننا نحبكم) حتى في سياق التصدي لجرائم المتخلفين و لحقارة الهمج في عقدهم الجنسية و التجسسية بإعتبارهم ضحايا أكثر بكثير من كونهم جناة.