صفحتي في فيسبوك
15 – 1 – 2011
أجزاء من حوارات
--------------------------------------
أتفهم غضبك أيها الصديق الكريم. فلا شيء أشد ظلما من نشر الفساد. لكن لا يجوز الإكتفاء بذلك الشعور. و لا أتمنى أن تكون المسألة مجرد إنتقام من أفراد. فالمطلوب هو القضاء على ظاهرة الفساد و إستئصال أسبابها. لا يستفيد أحد من موت أحد. و يستفيد الكل بتطهير المجتمع من المافيات و من التستر على الفساد.
حبذا لو تتكون في كل حزب و في كل نقابة هيئات و لجان و مجالس للشفافية و حوكمة الشركات و الوقاية من الفساد. هذا أجدى للشعوب من مجرد موت احد الفسدين.
-------------------------------------
هذه عائلات قد أصيبت. هؤلاء أطفال و نساء قد فقدوا سندهم. فكروا في أبناء و زوجات هؤلاء القتلى. إنها مآسي إجتماعية و إنسانية. إنها ليست آثارا جانبية للثورات كما يدعي الإنتهازيون. يدفع الإنتهازي بالجماهير إلى الإعتقال أو حتى إلى الموت محافظا على سلامته و مستحوذا على الفوائد. لهذا ينبغي أن يكون النضال ضمن أحزاب و جمعيات و نقابات ديموقراطية متصفة بالنزاهة و الشفافية. فبالتنظيم السياسي تقل الخسائر و تتقلص إلى حدها الأدنى.
------------------------------------
الفارق كبير جدا بين النظامين الرئاسي و االبرلماني.
أحييك على هذا الموقف الديموقراطي الأساسي.
آمل أن تتظافر الجهود من أجل إنشاء نظام برلماني. فهو الأفضل للديموقراطية. وهو الأضمن للوقاية من الإستبداد أولا و من الفساد ثانيا.
-----------------------------------
عليكم بمراقبة الحدود التونسية الليبية. شددوا المراقبة ليلا نهارا و بكل الوسائل في هذه المنطقة. إمنعوا الفارين من عبور الحدود. إلقوا القبض على الأفراد المعروفين بعلاقاتهم السرية أو المشبوهة المتصلة بعصابات تلك المنطقة و بفروعها في كل البلاد.
----------------------------------
أنت قد شرحت بهذه الكلمات القليلة كل الفارق بين الأحداث و الثورة. يمكن للأحداث أن تزيح وزيرا أو رئيسا دون أن تغير السياسات تغييرا جذريا. هذا التغيير الشكلي السطحي الطفيف هو ما يرفضه كل عاقل. نحن نريد أن تتغير السياسات تغيرا جذريا لفائدة الشعوب عموما و لفائدة فئاتها الأكثر ضعفا و إحتياجا للمساعدة خصوصا. نحن لسنا فقط ضد هذا الشخص الفاسد أو ذاك من سياسيين أو غير سياسيين. نحن ضد الفساد بكل أصنافه و بجميع الأسباب المؤدية إليه. لهذا لا نتوقف عن الدعوة للعمل الحزبي و النقابي الديموقراطي و إلى تكوين شبكات للشفافية و لمحاربة الفساد.
الحل أيها الأصدقاء هو بالأساس أن يكون في كل حزب و في كل نقابة عدة هيئات و مجالس للنزاهة و الشفافية و حوكمة الشركات و الوقاية من الفساد بجميع أصنافه الحكومية و الشعبية. هذا هو المنهج الذي يكفل للشعوب حياة كريمة و دولة عادلة و مجتمعا حرا عقلانيا ديموقراطيا.
تقبلوا جميعا تحياتي.
----------------------------------
تشترك جميع المافيات في الخاصية التالية: إنها تستخدم السياسيين درعا بشريا تحتمي به من القانون. بل إنها تستخدم ذلك الدرع لتقدم نفسها على أنها في خدمة الدولة أو أنها تدافع عن التظام العام أو عن الدين أو عن المجتمع. فالسياسي المتورط في الفساد مجرد ألعوبة تعبث بها العصابات. الفساد عبودية. و السياسيون الفاسدون مجرد عبيد و أدوات إجرامية. لهذا ينبغي على السياسيين أن يساعدوا بكل الأساليب و الوسائل على تأسيس جمعيات الشفافية و محربة الفساد. إنهم حين يقدمون هذه المساعدة فإنهم يحمون أنفسهم من المافيات و من كل أصناف الفساد.
-----------------------------------
تتلاحق الآن أنباء عن إلقاء القبض على بعض رموز الفساد و عن فرار البعض الآخر منهم إلى خارج البلاد. هذا دليل على أن النضال لأجل الشفافية نضال ضروري و حيوي للمجتمعات و للشعوب و للدول في العصر الحديث.أرجو أن تتشكل في جميع الأحزاب و النقابات هيئات و مجالس للنزاهة و لحوكمة الشركات و لمحاربة الفساد
---------------------------------
ذلك هو مصير كل من يتعامل مع جواسيس : جعلوه ألعوبة في أيدي المافيا ثم تكرموا عليه بترحيله كلص هارب. تلك هي الحماية المخابراتية. أليست الشفافية أكثر أمنا و صدقا و كرامة؟
للشفافية عنوان www.transparency.org
---------------------------------
لهذا لا بد من التأكيد على ضرورة التنظيم الحزبي و النقابي للجماهير الشعبية. فالأنظمة لا تتغير بمجرد مظاهرات رغم أن المظاهرات تطيح بأشخاص و تزيح أفرادا.
إن الأعمال السلب و النهب الواقعة الآن دليل مؤسف على أن تهميش الأحزاب و النقابات هو تهميش لمصالح الشعوب و لحقوقها. الأحزاب موجودة و كثيرة و متنوعة. لكن الجماهير لا تزال مستعبدة من طرف المخابرات عوض أن تتحرر بفضل الأحزاب و غيرها من جمعيات و منظمات. كذلك إن بقاء أغلب السياسيين و الإداريين السابقين في مناصبهم رغم فرار رئيسهم الذين كانوا في خدمته هو دليل مؤسف آخر على نفس التهميش لمصالح الشعوب و حقوقها.
لا جدوى من إلقاء اللوم على الغير. فاللوم الأصدق هو النقد الذاتي: إن من لا يحث عامة الناس على الإنخراط في ما يشاؤون من أحزاب و نقابات لا يكون إلا مخربا و مفسدا و إنتهازيا و معاديا لحقوق الشعوب و مصالحها.
المطوب ليس مجرد إستبدال هذا الوزير او ذاك الرئيس. المطلوب هو الرقي بسلوك عامة الناس ليكون سلوكا نضاليا ديموقراطيا عقلانيا سواء في كفاحهم لتحسين ظروفهم المعيشية أو في سائر علاقاتهم و شؤونهم الأخرى.
هذا نضال تثقيفي و تربوي للجماهير الشعبية، و ليس مجرد نزاعات ضد أفراد في حكومة أو أشخاصا في السلطة أو في خارجها.
---------------------------------