منتدى العقلانيين العرب
5 – 1 – 2011
تنظيم النضالات الشعبية و الرقي بها واجب جوهري على كل المثقفين. إنه أبعد ما يكون عن عدم تقدير الجهود الفردية أو أتعاب الناس الأميين و شبه الأميين. إنه أمل أن تكون نضالاتهم أشد فاعلية و جدوى بفضل تعاونهم في هيئاتهم النقابية و الحزبية. النقابات و الأحزاب موجودة. فكيف نرضى أن تظل على هامش الاحداث؟ ما الهدف من وجودها إن لم تكن لتنظيم الشعب و تأطير كفاحه الديموقراطي؟ بل ما حقيقة الأحزاب إن لم تكن متصفة بالشفافية كما هو مبين في وثائق و برامج منظمة الشفافية الدولية؟ لا حاجة للشعوب للمزيد من العصابات. و ليست الاحزاب المعارضة للشفافية، أو المتحفظة عل بعض أسسها و قواعدها، سوى عصابات لا أكثر و لا أقل. و ينطبق هذا على الحكومات كما على الأحزاب بطبيعة الحال.
نحن نرفض الفوضوية لأنها أشد ما يخدم الحكومات الإستبدادية. فلهذه الحكومات مؤسسات متخصصة في تصنيع النزاعات حسب الطلب. و لا يكون الرد على تلك المؤسسات التخريبية العريقة العتيدة إلا بالتنظيم السياسي الحزبي أولا و الإجتماعي النقابي ثانيا. لا يعقل أن تستفيد المخابرات و غيرها من مافيات مدنية و عسكرية من مآسي الشعوب و من موت الأبرياء ضحايا الظلم من الطرف الحكومي و شبه الحكومي و ضحايا العجز أو ربما التخاذل من طرف الأحزاب المعارضة و النقابات العمالية و المهنية الأخرى. إنه لا يستفيد من إنعدام التنظيم السياسي للجماهير سوى أنذال متخصصون أمنيا و عسكريا و قضائيا في تضليل الشعوب و في التنكيل بقياداتها و تهميش أولوياتها التنموية و التوحيدية.
إن كل حديث عن تحركات الجماهير بلا تأكيد دائم على المسألة التنظيمية هو حديث يستغله الحكم الفاسد سواء أدرك هذا الطرف المتحدث أو ذاك. إنه مهما تكن تضحيات الشعوب و عفويتها الكفاحية و حماس شبابها الصادق فإن التخطيط الإستبدادي يزداد دقة و قوة طالما لم يجد البرمجة النضالية الأشد منه تنظيما بين الجماهير الشعبية. هذا الإنعدام للتخطيط الحزبي الديموقراطي هو سبب التخلف السياسي في الوطن العربي الآن رغم كل التضحيات التي تكبدتها الجماهير و تحملها المناضلون.
إذا تحققت الشفافية بين النخبة فإنها ستتحقق بين الجماهير. القضية برمتها قضية قدوة. إذا وجدت الشعوب قياداتها نموذجية في كافة الشؤون الخاصة و العامة فإن الإقبال الشعبي على الأحزاب يتعاظم كما ونوعا. و بالتالي فإن الوضع يتغير بأفضل ما يتمناه المرء المخلص لشعبه و للإنسانية جمعاء. قد تندفع الشعوب المستغفلة حتى لإنتخاب هتلر ذاته أحيانا. لا ننسى ذلك. لا نتناسى أيضا أن حروبا أهلية قد حدثت في العديد من الدول بسبب إغفال التنظيم الحزبي الديموقراطي و جراء مخالفة النزاهة السياسية. و الجريمة في تلك الإنتخابات الحمقاء كما في تلك الحروب الأهلية هي جريمة المخربين للعقول، لا جريمة الشعوب. لهذا السبب أكرر على الدوام بطرق متنوعة و بأساليب متغيرة حث الجميع على النضال من أجل شبكات مضادة للفساد. هذا النضال هو الحد الفاصل بين الجدية و العبثية، بل إنه الحد الفاصل بين الصدق و الكذب في السياسة و في غيرها.
أختار هذا المثال عما أود أن يكون مقدمة و خاتمة كل حديث سياسي:
أتمنى أن يتصل كافة الأصدقاء بهذه المواقع الطيبة إتصالا يوميا.
إشتركوا في أنشطتها بمراسلات دائمة. ساهموا في نشر مبادئها و برامجها.
فبمثل هذه الخطوات يبدأ تكوين شبكة عربية للشفافية و النزاهة في كل أرجاء الوطن العربي.
الكويت
المغرب
فلسطين
------------
برلمانيون عرب ضد الفساد
-----------
العلاقة بين منظمة الشفافية الدولية و المنظمة العربية لمكافحة الفساد لا تزال ضئيلة. إتصلوا بالمنظمتين للمطالبة بتعزيز التعاون بينهما.