29 – 4 – 2011
صفحتي في فيسبوك
هذا نص مضاد بإمتياز للشعبوية. و عندما يكون الإنسان حرا يقول هذا الكلام. هذه هي مسؤولية المثقفين حيال شعوبهم. إنها مسؤولية التربية و النقد و النقد الذاتي. إننا إذا إستطعنا ترسيخ هذه الرؤية التربوية و النقدية بين عامة الناس، كما بين كافة السياسيين و المثقفين، نكون قد أنجزنا الشفافية، بكل ما تتضمنه كلمة الشفافية من قيم المصداقية و مبادئ النزاهة و أسس الإفصاح و منهج العقلانية و فلسفة الأخلاق.
أعبر عن تقديري لكل من يشارك في هذه الطريقة التربوية و النقدية للجماهير الشعبية. إنها الطريقة التي تميز خيرة المثقفين و أكثرهم صدقا و جرأة في مواجهة الفساد بكل أصنافه الحكومية و الشعبية. و لا بد أن تشترك الأحزاب و النقابات الديموقراطية في هذه المواجهة وقاية و علاجا، و أن تكون بالتالي طليعة النضال لنشر الثقافة التقدمية.
أتمنى أن تتكون في كافة مدن و قرى الوطن العربي فروع لمنظمة الشفافية الدولية و لمختلف الجمعيات الأخرى المكافحة ضد الفساد. فنحن في حاجة ماسة و أكيدة للتخلص من الفساد الشعبي قبل التخلص من أي حكومة فاسدة. يجب دوما أن نبدأ بأنفسنا. ينبغي أن نكون قدوة فيما نطلب من غيرنا أن يكونوا عليه.
------------------------------
جزء من حوار:
أخي الفاضل، ينبغي علينا أن نتفهم ، قدر المستطاع، ذلك الجنون الجماعي. إنه عاهة ذهنية مستفحلة منذ عصور و أجيال. وهو، بكل خزيه و فضائحه، لا يزال عقيدة و شريعة و نظاما عاما. و يعتبره المصابون به أخلاقا و شرفا و هيبة. إنه، بالنسبة إليهم و بتعبيراتهم الخاصة بهم أمر بالمعروف و نهي عن المنكر. يعرف الداني و القاصي أن رجولتهم مجرد قصص شرجية (شـــــرجـــــيـــــة) و ما يتصل بها من علاقات و إتهامات و شبهات و تطمينات و تهديدات و أنشطة مغطاة بالشعوذة حينا (حسب الصيغة القديمة) و مغطاة بالبسيكولوجيا (حسب الصيغة الحديثة) و مفروضة بكل من قوانين الصحة العقلية و بالسرية الأمنية و العسكرية، كخدمات حينا و كإعتداءات حينا آخر و كإنتقام في كل الأحيان. (يسمي جون بول سارتر 1905 - 1980 Jean Paul Sartre هذه الظاهرة الإنتقامية Erinnyes . و يسميها مرسيل بروست 1871 - 1922 Marcel Proust2 إمساك الأنبياء constipation des prophètes .) و بشكل عام ينطبق ذلك الهوس أيضا على علاقاتهم مع زوجاتهم، حسب ما يبدو من كراهيتهن لهم. فأغلب الظن أنهم يأتونهن من حيث لا تريد النساء (من حيث أمركم الله)، بالإضافة إلى أنهم يستغلونهن فيما يسمونه البغاء الشرعي. تلك هي رجولتهم. وتلك هي حقيقتهم التي يغطونها بعبارة (قدس الله سره) و ما شابهها من عبارات الفساد الإجتماعي و الديني. لا غرابة بالتالي في المعجزات، و من بينها ظهور المهدي المنتظر. فربما تكون مصالحة يوم الأمس 27 - 4 - 2011 بين فتح و حماس من بركات تلك الأضحوكة المسخرة المقدسة المسماة مهدي منتظر. إنهم مهووسون هوسا لا حدود له بالفضائح الجنسية. إنهم يجعلونها، لو تتوفر لهم الفرصة، جوهر و بداية و نهاية كل أحاديثهم أيا تكن المواضيع المطروحة. فالأرجح أن للألعوبة المخابراتية (المهدي المنتظر) قصصا من ذلك الصنف المخزي المسيطر على أذهانهم كميتافيزيقيا و المهيمن على كل تصرفاتهم كغيبيات و معجزات و نبوءات و طقوس. المسألة برمتها حالة من الحالات المرضية المستشرية وبائيا و المتوارثة منذ عهود طويلة. و الأرجح أنها ستظل كما هي طالما لم تتكون منظمات حكومية و غير حكومية متخصصة فيما ظل على مدى آلاف السنين تابوهات. أتمنى أن تتطهر السياسة من تلك الآفة و من الأسباب المؤدية إليها و من المافيات الحاكمة بها. هذا التطهير المنشود هو أحد محاور النضال لأجل الشفافية و الوقاية من الفساد بكل أصنافه الشعبية و الحكومية. إن تحرير الشعوب من مخابراتها و غيبياتها و مافياتها الأخرى هو تحقيق المجتمعات العقلانية، بكل ما تتضمنه العقلانية من كرامة الجميع و سعادتهم بالتنمية الشاملة و بشفافية الديموقراطية و أساسها حقوق الإنسان المقررة عالميا. نحن يا أخي الفاضل لا نرغم أحدا على شيء مهما يكن طيبا له. و لا نستثني أحدا من حرصنا على ما ينفع المجتمع و البشرية جمعاء. نحن نقترح ما لدينا من البدائل العقلانية الأخلاقية في كافة المجالات و في مختلف الظروف. و نبادر في كافة شؤوننا الخاصة و العامة بما ندعو الناس إليه. و لكل فرد أن يختار لنفسه ما يناسبه. هذه هي الحرية الشخصية و السياسية. و هذه أيضا كل مسؤوليتنا حيال شعوبنا و عالمنا.
--------------------------
يظل السؤال قائما : كيف صار أولائك جلادون و قتلة ؟ كيف تتكون شخصية عون الأمن كعون تعذيب و تخريب ؟ و الأهم من ذلك هو كيف يعيش أعوان الأمن في المجتمعات التي يمارسون فيها تلك الممارسات ؟ ما هي الأمور أو الأشياء التي تضمن لهم الإندماج بين عامة الناس و بين السياسيين الحكوميين ؟
إذا إستطاعت الشعوب و نخبها المثقفة الإجابة بشفافية عن هذه الأسئلة و ما يتصل بها تكون الظاهرة الأمنية و العسكرية قد إنقلبت رأسا على عقب، و تكون الظاهرة المخابراتية و المافياوية ( و من ضمنها الغيبية) قد إنتهت.
-----------------------------
بدأ التخاطر أو الإيحاء يخرج من عالم التكتم و التستر حينا و الشعوذة و الطقوس حينا آخر إلى عالم البحوث و الدراسات العلمية و التكنولوجية. هذا رائع. و إنني أشكر جزيل الشكر كاتب هذا المقال و مجمل هذه السلسلة من المقالات الطيبة. أتمنى أن تحظى هذه الشؤون بأكبر عدد من المقاربات التحليلية. فكلما تنوعت الأساليب المنهجية تنامت الدقة المعرفية و إزدادت بالتالي المنفعة للجميع.
-
أعتقد أن الحكمة ستفرض حسن إستخدام مختلف التقنيات، حتى ما بدأ منها في نطاق عسكري. إنني أثق يا صديقتي ثقة كبيرة في قدرة الإنسان على توظيف العلوم و التكنولوجيا لخدمة أعدل الغايات و أنفع الإستخدامات. لن يظل التخاطر أو الإيحاء كما كان طيلة آلاف السنين مجرد أسلوب للتعذيب و للتخريب في أيدي الجواسيس و الكهنة. فالتستر على هذه الظاهرة الطبيعية و البشرية قد سبب سوء إتسعمالها و أبقاها أداة حربية. نحن في عصر الإفصاح و الشفافية. و بالتالي ستصير هذه الظاهرة بالتأكيد في خدمة البشرية جمعاء.
أما قولك أن مشاركتك عاطفية، فليست العاطفة خطأ أو تقليلا من المنهج. إنها وعي أخلاقي. إنها الشعور بالمسؤولية حيال كل شيء و حيال الجميع.
-----------------------------
مفهوم الفتنة خاطئ و ضار . و ليس له جانب سياسي مرفوض مقابل آخر غير سياسي مقبول. إنه مفهوم متخلف مرفوض جملة و تفصيلا و من الأساس و في جميع الظروف و كافة المجالات. نحن مع التعددية السياسية و الثقافية بكل حرية. نخن مع الحوار العقلاني و المقارنة بين الأطروحات المتنوعة. لهذا تحديدا نحن ديموقراطيون.
----------------------------
كل الوسائل طيبة للقضاء على تجارة التبغ و غيره من مواد الإدمان.
هذه حرب شاملة بين المدافعين عن الصحة و المعتدين عليها.
تسمح قوانين الحرب و السلام للطرف المدافع أن يفعل كل شيء لحماية حياة الناس.
-----------------------------
أجل، إنها الأيدي ذاتها في كل جرائم معارضة للمنطق و منافية للعقل و مناقضة للحرية و معادية للكرامة. لكن الأهم هو البحث عن الأسباب المؤدية لتفشي ذلك الإجرام المنظم و لتداخله مع النظام العام. لا يكفي إستعراض السلبيات. فالأجدى هو إقتراح البدائل العقلانية الأخلاقية الإلحادية، على أن تكون واضحة لعامة الناس و متاحة لهم جميعا.
--------------------------
رابط :
الإحترام بصرف النظر تماما عن الأديان و ما إليها و عن كل ما له صلة بها.
هذه هذه القضية من أولها إلى آخرها. هذا هو محور النضال الديموقراطي.
فالإحترام جوهر التربية و غايتها. وهو أساس المجتمع المتحضر و قاعدة السياسة العقلانية.
---------------------------
هذه خطوة على طريق إستعادة الثورة الفلسطينية لهدفها الإستراتيجي: فلسطين الديموقراطية لجميع سكانها بصرف النظر عن لغاتهم أو أديانهم.
تحققت الديموقراطية في دولة جنوب إفريقيا. و إنقرض الأبارتيد. كذلك يكون الأمر بالنسبة للصهيونية. فالشعوب قادرة على إزالة الإديولوجيات العنصرية و المافيات و حروبها.
--------------------------
جزء من حوار :
التأله أو التشيطن سلوك حربي خسيس. إنه التطفل على الناس و التجسس عليهم.
تصوروا معاناة الذين يصيبهم ما يسمى الجن، على سبيل المثال. تلك حالة من حالات ذلك التأله أو التشيطن. إنه عالم المافيات و الإجرام المنظم بسكولوجيا حسب التعبير الحديث، و المنظم بالشعوذة حسب التعبير القديم.
الملحدون ينعمون بوقاية و حصانة ضد تلك الممارسات. لكن لا تنسوا معاناة المتدينين المتخبطين في العبودية و الخداع و التخريب و التعذيب.
--
ما تظنونه لدي قولا دقيقا و رأيا صائبا إنما هو بعض مما أقتبسه عنكم.
لذا فإنني ممتن لكم عما لا تتصورونه من إلهامكم و تشجيعكم.
تحياتي و مودتي لكم جميها.
-----------------------------
جوليانو مير خميس Juliano Mer - Khamis
أحد رموز التضامن بين جميع الشعوب، و ليس فقط بين العقلاء الفلسطينيين و الإسرائليين. السؤال هو : من المجرمون الذين قتلوا هذا المناضل ؟ و لمصلحة من يقع قتل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ؟ و كيف يمكن للشعوب أن تكشف و تمنع ذلك الإجرام المنظم ؟
-----------------------------
جزء من حوار :
إنني آسف أشد الأسف على من يعتقد أن الأخلاق و الأديان شيء واحد، أو أن دينا أفضل أو أسوأ من دين آخر. فالأديان كلها، رغم إختلافاتها الشكلية، تنحط بمن يحترمها إلى تلك التصرفات التسلطية و العدوانية.
المشكلة الرئيسية المسببة للعنف المؤدلج هي ظاهرة الغيبيات و أعوانها و أساليبها التعذيبية و التخريبية. هذا هو أصل التدين كهروب جنوني من ظلم إلى آخر. إنه شبيه بالإنصياع للمافيات و المشاركة في إجرامها المنظم. وهي محاولة غبية و خسيسة و فاشلة للنجاة من الحرب النفسية و للإحتماء من السرية الأمنية و العسكرية.
أتمنى أن يتعرف المتدينون على المبادئ العقلانية و القيم الأخلاقية المبينة في المواثيق العالمية للشفافية و لحقوق الإنسان. و لن يتعرفوا عليها إلا عندما يرونها مجسدة في المثقفين و السياسيين. يجب إذن على هؤلاء أن يكونوا قدوة للجماهير الشعبية في كافة الشؤون الشخصية و السياسية. فالمتدينون لن يتخلوا عن الهمجية إلا بأن تتوفر لهم البدائل المكونة لتلك المواثيق و لكفاح مناضليها.
--
لعلها النزعات التسلطية و العدوانية ذاتها بين الطرفين. أما الحل فهو المزيد من النضال لأجل الشفافية. ينبغي على المثقفين و السياسيين أن يكونوا نماذج سلوكية للشعوب في سائر الامر الخاصة و العامة. النضال من أجل الشفافية كفيل بإستئصال تلك النزعاتالتسلطية و العدوانية التي ربما تكون كامنة لدى هؤلاء كما لدى أولائك.
لا ننسى ما إرتكبه ستالين من قمع و همجية. و لا ننسى ما حدث أثناء الثورة الصينية (الثورة الثقافية الصينية تحديدا). و لا ننسى الإبادة التي وقعت في كمبوديا (الخمير الحمر)، أو بين الهوتو و التوتسي، أو في البوسنة و الهرسك، أو قبل ذلك في الحربين العالميتين. تلك جرام ضد الإنسانية و جرائم حرب قد مارسها المتدينون و الغير متدينين. جميعهم همج في تلك الظروف.
المسألة برمتها إذن تربوية. فالمدرسة محور التعليم و قاعدة المجتمع و أمل الديموقراطية و العقلانية. هذا نضال تربوي شامل أكبر بكثير من كل الحسابات السياسية الحكومية و غير الحكومية، و بالتالي لا فارق فيه بين ملحد و متدين.
--
أحاول أيها الأخ الكريم ألا يكون في قائمة الأصدقاء لدي من ينتقد الأشخاص عوض أن أن ينتقد الآراء. إنني لا أتردد في حظر من يفضل ديانة على أخرى أو مذهبا على آخر . هكذا أضمن تقريبا ألا تكون الحوارات في هذه الصفحة مشوبة بما لا يليق.
أتمنى أن تنتهي المناوشات المتكررة و العديمة الجدوى بين المتدينين و الملحدين. فهي تكاد لا تخرج عن هوامش جنسية حينا و تفاصيل أسطورية حينا آخر . و إنها بالتالي تضللهم عن محاربة الفساد (حكم المافيات) بإعتباره عدوهم المشترك، و تبعدهم بالتالي عن مكافحة التخلف الإجتماعي و الثقافي عموما، و عن مكافحة التخريب السياسي بطرفيه المدني و العسكري خصوصا. فالمصلحة المشتركة بينهم جميعا هو أن تكون الأديان كلها جزء من التراث الأدبي و الفني للبشرية قاطبة دون تمييز أو إستثناء. إنها تراث لهم جميعا، دون تفرقة بين ملحد و متدين، و دون أن تستخدمها المافيات أو المخابرات سواء بالإستخدام التخاطري (أو البسيكولوجي الفردي أو الجماعي) أو بسواه من إستخدامات مباشرة أو غير مباشرة.
الحل إذن هو نضال الجميع لأجل الشفافية و الوقاية من الفساد.
--------------------------------
الشفافية جوهر الديموقراطية الحديثة و شرطها الحيوي و غايتها الكبرى.
الشفافية هي القاعدة الرئيسية للمصداقية و الأخلاق و العقلانية و النزاهة.
لهذا أشترك في هذه المنظمة و أدعو لدعمها بكل الأساليب و الوسائل.
------------------------------
حديث مع (متزمت بن عقدة): قاضي القضاة أبو العلاء المعري و التراث الإلحادي العربي.
--
أبو العلاء المعري:
قالوا لنا خالق عظيمٌ
قلنا نعم هكذا نقولُ
زعمتموه بلا مكان
ولازمان ألا فقولوا
هذا كلام له خبيءٌ
معناه ليست لنا عقولُ
--
أبو العلاء المعري:
إذا ما ذكرنا آدما وفعاله
وتزويجه بنتيه لابنيه في الخنا
علمنا بأن الخلق من أصل زنية ٍ
و أن جميع الخلق من عنصر الزنا
--
أبو العلاء المعري:
في اللآذقية ضجة ما بين أحمد والمسيحْ
هذا بناقوس يدق وذا بمئذنة يصيحْ
كل يعظم دينه ياليت شعري ما الصحيحْ
--
أبو العلاء المعري:
إن الديانات ألقت بيننا إحنا
وعلمتنا أفانين العداوات ِ
فهل أبيحت نساء الروم عن عرض
للعرب الاّ بأحكام النبوءات ِ
--
أبو العلاء المعري:
دين و كفر و أنباء تقصُ و فُرْقان يُنّصُّ و توراة و إنجيلُ
في كل جيلِ أَباطيلُ يُدَانُ بها فهل تفرّد يومًا بالهُدى جيلُ
-------------------------------
كل إنجاز ديموقراطي عموما و عقلاني خصوصا في أي مكان من العالم هو بالضرورة مساهمة في مجمل النضالات لكافة الشعوب. هذه هي العولمة في أفضل أبعادها و أنفعها للبشرية جمعاء. هكذا يتأسس النظام العالمي الجديد عبر تفاعل جميع المكاسب الديموقراطية العقلانية، بصرف النظر عن إنطلاقها من هذه المنطقة أو من ذاك المجتمع.
--------------------------------
جزء من حوار :
تحياتي لمن يحولون هذه المواقع الألكترونية الإجتماعية إلى مواقع ثقافية و سياسية.
تحياتي للصديق الكريم كاتب هذا النص الطيب. الإيجاز لم يخل بالمعنى. و اللغة سليمة سلسة.
أتمنى للجميع أن يتخلصوا من تلك الآفة المشار إليها في هذا النص و المسماة مخابرات أو مافيات أو ما شابه ذلك من أسماء للمسمى الواحد. إنها سبب نشوء و بقاء و إستفحال الظاهرة الدينية أولا، و سبب الإجرام المنظم تخاطريا و بسيكولوجيا ثانيا، و غياب النزاهة في العمل السياسي الحكومي و غير الحكومي ثالثا.
لقد بلغ العالم درجة من التحضر يمكن بفضلها إستبدال كافة الوظائف السرية المدنية و العسكرية بأخرى علنية قانونية جديرة بالإحترام . و لهذا تحديدا ينبغي تكثيف إنخراط الشعوب في جمعيات الشفافية و الوقاية من الفساد.www.transparency.org
--------------------------------
أصدقائي الأعزاء، إنكم تحبون الفيديو بكل تأكيد. و لدى أغلب الشباب إتقان و براعة في التصوير و مختلف العمليات المكونة للأشرطة. إستخداموا هذه المهرات في خدمة الشفافية و حقوق الإنسان. هذا أحد المواقع المتخصصة في توظيف الفيديو لخدمة أعدل القضايا و أهم الحقوق و الحريات.
تحياتي و مودتي لكم جميعا.
-----------------------------
لقد حاولت طيلة أيام كثيرة (ربما شهر كامل) أن أحلل العقد الجنسية التي يتخبط فيها المتدينون و تدفعهم إلى أشنع التصرفات الشخصية و السياسية. لم تتوفر لي أية مراجع بحثية أو دراسية ذات قيمة. لا توجد إحصائيات متوفرة للعموم أو معاهد متخصصة في تاريخ الجنس أو فلسفته أو تشريعاته المقارنة. لا تزال هذا الشؤون تابوهات بالنسبة للكثيرين. و بالتالي فإنها شديدة التخلف و الظلم. تركت الموضوع برمته جانبا. و عدت للإبتعاد الشديد عنه آسفا على المتدينين و على أسرهم و على مجتمعاتهم المنكوبة بالهوس الجنسي و بما ينتجه من جنون فردي و جماعي. لهذا لم أستغرب من شيء حين قرأت هذا المقال. و لم أجد فيه ما يعتبر غير مألوف و معتاد في عالم المجانين. أشعر بالأسى العميق و الحسرة الأليمة على المتدينين تدينا إضطراريا جراء إصابتهم بالعقد الجنسية. لكنني لا أستطيع أن أفعل من أجلهم شيئا. لا يستطيع أي فرد أن يصلح ما لا تصلحه غير المؤسسات الحكومية و غير الحكومية عبر عملية تربوية شاملة.
-----------------------------
أنحاز لتلك الفتاة دون إكتراث لحسابات سياسية شاكرا لنوال السعداوي هذا الإنحياز ذاته. فالموقف الأخلاقي أهم و أسمى و أقوى و أبقى من جميع المصالح الإنتخابية و ما إليها من أرباح و خسائر. الأبعاد الإنسانية، و جوهرها كرامة كل فرد، أبعاد أعظم من العقائد و الشرائع و من كل الصراعات السياسية و مؤسساتها و أنظمتها.
أنحاز لذلك الشاب الذي فقد إحدى عينيه في مظاهرة. و أنا ممتن في إنحيازي هذا لكل من يعتبر مأساة أي شخص من عامة المواطنين البسطاء أكبر من كل الإستراتيجيات و التوازنات الحكومية و غير الحكومية. فالإنسان غاية جميع الإستراتيجيات و هدف كل الأنشطة الحكومية و غير الحكومية مجتمعة و منفردة.
هذه هي منهجيتي في كافة الشؤون الخاصة و العامة. وهي مقاربتي في التعامل مع كافة الإشكاليات الفردية و المجتمعية. هذا هو المنطق الذي أحلل به القضايا السياسية و الإقتصادية و الثقافية، في حالة السلم كما في حالة الحرب، و في سياق مدني كما في سياق عسكري. نشأتُ على هذه القيم تنظيرا و ممارسة. و أظل ملتزما بها مدى الحياة.
-----------------------------
محاربة أسباب الفقر : هذه هي أولويات الأبطال في كل العالم.
شكرا جزيلا لهذا الشاب المناضل الذي لم تكن له قبل أشهر قليلة أية خبرة سياسية. إنه نموذج للجيل المثقف الواعي، جيل لا يكترث بمناصب، و لا تمنعه تهديدات أو صعوبات.
----------------------------
جزء من حوار :
كيف نتخلص من المخدرات إذا لم نجتث التدخين من أعمق جذوره ؟
كيف نطالب الحكومات بتحسين الخدمات الصحية إذا لم نحارب التدخين بإعتباره أحد أخطر أسباب الأمراض القاتلة ؟
هل يوجد ما يدعو للحدة أكثر من قضية الصحة العامة و حياة الناس ؟
-------------------------------
هل المسألة سياسية و ثقافية أم أنها شأن من شؤون الصحة العقلية ؟ أعتقد أننا بصدد الحديث عن حالة وبائية ذهنية مستفحلة منذ عصور. إقرؤوا في هذا المقال ما يلي:... الشيخ عبد المجيد الزنداني، الذي كشف حديثا "عن نجاحه بمعية فريق بحثي طبي متخصص في علاج عدد من الحالات المصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بينهم حالات لسعوديين ويمنيين وأجانب مصابين بالفيروس. ورغم رفضه الكشف عن تركيبة هذا الدواء الذي أطلق عليه اسم (إعجاز 3)، إلا أن الزنداني اكتفى بالإشارة إلى أن اكتشافه جاء نتيجة الاستنباط من حديث نبوي شريف."
-------------------------------
أعلن أنني عدو التدخين و شركات التبغ و تجاره و كل المستفيدين منه.
أعلن أنني أعتبر التدخين عاهة سلوكية و عدوانا على الصحة، و ليس حرية شخصية. و إذا كان من بين أصدقائي من يدافع عن التدخين ( و لا أظن ذلك و أستبعده تماما ) فإنني أعلن أني أرغب أن ينسحب كل مدافع عن التدخين إنسحابا فوريا من فائمة الأصدقاء لدي.
--
أشعر حين أرى مدمنا على التدخين أنني أرى بعض أسباب الموت وهي تقضي على المنتحرين. أعتقد جازما أن التدخين صنف من أصناف الإنتحار.
لا أستطيع إخفاء ما أشعر به من كراهية ضد من ينشر السموم عموما، و مواد الإدمان خصوصا. إنه ترويج للقتل مصحوبا بأمراض مزمنة كثيرة. لا يمكن التسامح أو إدعاء التفهم حيال تلك الجريمة، بل حيال ذلك الإجرام المنظم.
---------------------------------
موقف الحكيم جورج حبش و موقف كافة الديموقراطيين و العقلانيين في العالم بخصوص القضية الفلسطينية:
مقولة للحكيم في هذا المقال الطيب: ( الدولة الديمقراطية والعلمانية هي الحل الوحيد للصراع بيننا و بين الإسرائيليين، دولة واحدة يمكن فيها لليهود و الفلسطينيين أن يتعايشوا على أساس المساواة في الحقوق و الواجبات. )
جزء متميز من هذا المقال الجيد :
في الذكرى الثالثة لغياب المفكر و القائد الثوري ، نستذكر السمة الرئيسة التي كانت بمثابة كلمة السر في تفسير شكل وجوهر مسيرته الكفاحية ، ونعني بذلك أخلاقه بالمعنى الإنساني والثوري التي طالما حرص على الالتزام بها مفتاحا في كل مسيرته .
وفي هذه الذكرى نؤكد على أن فرضية أن يكون الإنسان أخلاقيا في مبادئه مهما كانت منطلقات تلك المبادئ ، ليست فرضية مثالية كما يدعي البعض ، فالأخلاق أولا هي التي تحدد مجرى وسلوك السياسي عموما والمناضل من اجل الحرية والعدالة والديمقراطية خصوصا ، وهنا يمكن بسهولة تفسير هذا الالتفاف المشفوع بكل معاني الاحترام والتقدير والحب للقائد الحكيم جورج حبش من كل من عايشه ليس من رفاقه وأصدقاءه فحسب بل من كل الذين لم يتعرفوا عليه في المكان لكنهم عرفوه في الزمان عبر مواقفه وكلماته أو ما قرأوه أو سمعوه عنه ، ذلك أن الحكيم جسد في كل محطات حياته مع العائلة والرفاق والأصدقاء اصدق وأجمل معاني الأخلاق الإنسانية التي لا يمكن بدونها أن يكون الإنسان –أي إنسان- وطنيا أو ثوريا صادقا .
---------------------------------
أحبك أيتها الأمة العربية في نضالك لأجل الديموقراطية عموما و لأجل الشفافية خصوصا. هذه بداية قوية لعصر عربي جديد، عصر الوحدة و الحرية و التنمية.
-------------------------------
التنظير الثوري جزء لا يتجزأ من الفعل الثوري:
حتاج الثورات الحالية لمثل هذه الدراسات. فالتنظير السياسي جزء أساسي من الممارسة السياسية ذاتها، و ليس فقط جانبا مساندا لها.
ربما لا يعرف عامة الناس المتواجدين الآن في مظاهرات سورية أو اليمن مثلا شيئا كبيرا عن غاندي و اللاعنف. فتلك معرفة قد تختص بها النخبة المثقفة في أغلب الأحيان. لكن التعريف بهذه المعالم النضالية و بهذه المناهج السياسية بين الجماهير الشعبية واجب شديد الأهمية في هذه الظروف تحديدا.
و كما أن هذه الجهود البحثية ضرورية للتنظيم و التكوين الحزبي أو النقابي، فإن نشر و شرح هذه التحاليل بين الفاعلين القاعديين في العمل الميداني قد يكون أكثر ضرورة. فهو يضاعف أسباب النجاح بفضل الترشيد للعفوية الشعبية و العقلنة للحماس الجماهيري.
و هنا تتموضع المواقع الألكترونية الإجتماعية و مجمل الإنترنات كمجال حواري و تنظيمي لا غنى عنه بالنسبة للمناضلين الشباب. يوفر هذا المجال اللامحدود إمكانية لجعل الممارسة السياسية أكثر وعيا بطابعها اللاعنفي و بجذوره التاريخية تنظيرا و تطبيقا، و بالتالي أكثر إدراكا لآفاقه المستقبلية على الصعيدين العربي و العالمي. وهو ما يؤكد جسامة مسؤولية المثقفين حيال شعوبهم.
-------------------------------
إنها فعلا سيرورة عالمية لأجل حرية الشعوب و لعقلنة الديموقراطية. بل إنها صيرورة لهذه الديموقراطية العقلانية المنشودة و لهذه الحرية الحيوية لكل تنمية.لقد أدركت الشعوب قدرتها على الثورة ضد الأنظمة الديكتاتورية عموما و ضد الأنظمة الشمولية خصوصا. لقد تأكدت الجماهير الشعبية من أن هذه الثورة على الفساد تحقق لها حقوقها المبية في المواثيق العالمية للتنمية. و لن يتراجع أي شعب عن هذا الوعي المكتسب. (تحياتي و تقديري لفاتسلاف هافل، كاتب المقال الأصلي، و لكل مناضلي الشفافية في العالم.)
------------------------------
جزء من حوار :
الشكر الجزيل لكم أنتم على هذه الصداقة الكريمة.
--
أما عن موضوع دليل البحث، فإن أفضل طريقة للوصول بسرعة إلى مختلف المواقع و المدونات العقلانية هي إستخدام محرك البحث اللاديني من جوجل.
إكتب هذه العبارة ( محرك البحث اللاديني ) . و إستخدم الصفحة التي سيقدمها جوجل نتيجة بحثه عن هذه العبارة.
--
محرك البحث اللاديني :
تقبلوا تحياتي و مودتي.
------------------------------
جزء من حوار :
إذا تخلصت الشعوب من مافياتها و مخابراتها فإنها تصير حرة و ذات كرامة و بعيدة كل البعد عن الأديان و غيبياتها. القضية برمتها هي حث الشعوب على إستبدال مافياتها و مخابراتها بأحزاب و نقابات ديموقراطية عقلانية متصفة بالشفافية و المصداقية و النزاهة. لا يمكن لأحد أن يدعي أنه مجبر على التعامل مع مافيا أو مع مخابرات، فضلا عن عن أن يدعي أنه مجبر على تمويه أنشطتها بأكاذيب تآمرية و بحرب نفسية و بعقائد متخلفة و بشرائع متوارثة جيلا عن جيل منذ عصور الهمجية. لا أحد يستطيع الإدعاء أن مضطر للخضوع للفساد الإجتماعي و السياسي، سواء كان فسادا مدنيا أو فسادا عسكريا. الناس أحرار إذا أرادوا الحرية. إنهم أحرار بمجرد أن يريدوا أن يكونوا أحرارا.
نحن نشجع الشعوب على الإحترام المتمثل في أحزاب و نقابات ديموقراطية عقلانية و جمعيات للشفافية و للوقاية من الفساد. و للشعوب أن تختار بينه و بين الخزي الذي توفره المافيات و المخابرات. وهي توفر ظاهرة الملائكة و الشياطين و الآلهة و المعجزات و الغيبيات الأخرى من خلال التجسس و التجسس المضاد و التعذيب و التعذيب المضاد و التخريب و التخريب المضاد. إنه تراث فاسد و مفسد كنظام عام من الإنتقام الفردي و الجمعي المشحون بحقارة بذيئة تسلطية تطفلية مترسبة من عهود الإنسان البدائي.
الإحترام موجود إذن. و الخزي موجود أيضا. و الشعوب حرة في أن تظل في تراثها الفضائحي و ما ينتج عنه من سلطة مطلقة و إستعباد مطلق، أو أن تنتقل إلى الديموقراطية المتصفة بالشفافية و بالعقلانية. هذه هي، بشكل عام، وظيفة المثقفين عموما و الفلاسفة خصوصا منذ أن بدأت الحضارة تأخذ شكلها الحديث بالخروج من القرون الوسطى. نحن نقترح و نبادر و نشجع. نحن نبدأ بأنفسنا فيما ندعو إليه الناس. و للشعوب أن تفعل ما تشاء.
------------------------------------
جزء من حوار :
نحن نحظى بهذه الحرية لأننا نتحاور بمنآى عن كل النزعات السلطوية. هذا هو الفارق الجوهري بين المثقف و السياسي (عندما يقع الشرخ بين الثقافة و السياسة).
حبذا لو أن المثقفين يكونون مناضلين سياسيين. و حبذا لو أن المناضلين السياسيين يكونون مثقفين. لكن إذا تعذر ذلك فإننا ننآى عن الحسابات السياسية و نكافح الميول السلطوية. فهذه الإستقلالية ضرورية و حيوية لنظل أحرار. نحن في غنى عن كل السلبيات التي قد يستخدمها بعض الناس للوصول للسلطة، أية سلطة. نحن نرفض الوصولية و الإنتهازية و الشعبوية و ما في ذلك من مهادنة للظلم و مسايرة للفساد. و بهذا المنهج نحن أحرار.
----------------------------------
جزء من حوار :
هذا هو جوهر الموضوع : ينبغي علينا إثبات و شرح أن الأخلاق عقلانية و بالتالي لا شأن لها بأي دين. يجب أن نفسر لعامة الناس و من خلال الممارسة اليومية أن الأخلاق لا صلة لها بالخرافات أو الطقوس او الغيبيات أو الأنظمة المتخلفة. الأخلاق هي، بالنسبة إلينا، قيم الشفافية و مبادئ حقوق الإنسان المقررة عالميا.
-----------------------------------
جزء من حوار :
إننا إذا إستطعنا أن نكون قدوة أخلاقية للجماهير الشعبية في كافة شؤوننا الشخصية و السياسية تكون الأديان قد زالت و إنقرضت من تلقاء نفسها.
ستصير الآلهة و الشياطين و الملائكة حينئذ مجرد جزء من تراث الآداب و الفنون لا أكثر و لا أقل.
-------------------------------
ربما تتعزز حرية الإختيار بالمقارنة بين كل الأديان و مختلف الأنظمة . فالمقارنة قد تستأصل ظاهرة العنف السياسي المؤدلج دينيا. لقد برهنت الشعوب خلال هذه الثورات على أنها مؤهلة للإختيار بين الأطروحات المتنوعة إذا وجدت التوعية المناسبة و التنظيم الملائم. و ما يقال عن الشعوب يقال تقريبا عن الأفراد الذين تتشكل منهم. لهذا فإن المطلوب من المثقفين هو أن يقدموا للجماهير الشعبية، و من ضمنها الفئات المتدينة، ما لديهم من بدائل عقلانية و من أخلاق بعيدة كل البعد عن الغيبيات و عن الطقوس الدينية. فبدون ذلك لا يمكن بشكل عام أن يتقلص التدين السياسي أو أن تكف أعمال العنف الناتجة عنه. إنها مسؤولية المثقفين حيال الجماهير الشعبية. فالواجب أن يقع إنشاء أكبر عدد ممكن من جمعيات و منظمات متخصصة في نشر الفكر العلمي، و الثقافة الحديثة العقلانية، و فلسفة الأخلاق، و التربية الجنسية و الأسرية و الإجتماعية، و نشر الشفافية و محاربة الفساد و الوقاية منه. يجب أن تتجذر هذه المؤسسات كشبكات نضالية في كافة فئات المجتمع و خاصة بين الجماهير الكادحة، لا أن تظل حكرا على النخبة. فحيثما تتوفر هذه البدائل يكون الإختيار حكيما.
----------------------------------
جزء من حوار :
أخي الكريم، إنهم يلقون حتفهم جراء أعمالهم الدموية. إنهم يخسرون شبابهم في الزنازين بسبب أفعالهم ضد أنفسهم و ضد غيرهم و ضد العالم بأسره. فكيف نقف مكتوفي الأيدي حيال هذا الظلم الفادح الشنيع الذي يتخبطون فيه و يفسدون به مجتمعهم و يشوهون به حياتهم ؟
إن لدي قناعة منذ أمد طويل أنه لا يجوز أن يحاكمهم أحد أو أن يطالبهم بحسن الإختيار ( كما في المقال موضوع التعليق ) إلا بعد أن يقدم إليهم أكثر ما يمكن من بدائل عقلانية متنوعة و إختيارات منطقية مختلفة.
إنهم يرتكبون أشنع الفضائع متصورين أنهم يدافعون عن الأخلاق. لم يخبرهم أحد بما توفره لهم مبادئ الشفافية و حقوق الإنسان المقررة عالميا. إنهم يظنونها مناقضة لحسن السلوك و مخالفة للكرامة و للشرف و للرجولة، بما لهذه الكلمات (حسن السلوك، الكرامة، الشرف، الرجولة) من معاني خاصة بهم و مطابقة لمستواياتهم المعرفية المتدنية و لتقاليدهم المخزية.
إنهم مذنبون فيما يرتكبون من جرائم و ما يتوارثونه من فساد و تخلف. لا شك في أنهم مسؤولون عن ذلك. لكن المسؤولية الأكبر هي تلك التي على المثقفين و السياسيين الديموقراطيين. فواجب هؤلاء بالذات هو توعية و تربية الشعوب و تثقيفها و الرقي بها. هذه هي وظيفتهم أيا تكن حالة الجماهير الكادحة متدهورة الفكر أو بذيئة العادات في بعض الأحيان و الظروف تحت غطاء التدين و الغيبيات. هذا هو جوهر النضال لأجل إستبدال الشبكات السرية و ما تتضمنه من ديموقراطية شعبوية و فضائحها و جرائمها بشبكات نضالية سياسية و نقابية ديموقراطية عقلانية. هذا هو محور الصراع و غاية التحدي.
-----------------------------
العولمة، بمعناها الديموقراطي العقلاني، توحد الشعوب و تجمع الدول. إنها صيرورة التاريخ الحديث و رقيه الحضاري. إنها تؤسس مستقبل البشرية. وهو ما يكافح لأجله المناضلون الأمميون ليكون أقرب للعدل و للحرية و للكرامة. أما المتقاتلون على هويات قبلية أو طائفية أو دينية او عنصرية أو شوفينية أو ما إلى ذلك فإنهم يخربون مصالح شعوبهم أولا و يناقضون حركة التاريخ ثانيا. أتمنى أن تتخلص البشرية جمعاء من كل الطفيليين و من الفساد الإجتماعي الذي تتكون منه سلطاتهم المافياوية و سياساتهم الإجرامية.
-------------------------------
جزء من حوار :
لا تتعبوا أنفسكم بكتابة رسائل كثيرة مطولة إلى من يؤمن بوجود جن أو شياطين أو ملائكة أو آلهة. لا موجب لتلك الرسائل. فهي تصطدم بأدمغة عاطلة عن العمل جراء العلاقات التآمرية و الأكاذيب و الأنشطة المخابراتية التجسسية التخاطرية و غير التخاطرية.
كونوا قدوة أخلاقية للجماهير الشعبية في كافة الشؤون الخاصة و العامة. فالشعوب تستطيع المقارنة بين الصادق و الكاذب.
ركزوا على تكوين شبكات للشفافية و لحوكمة الشركات و للوقاية من الفساد. إتصلوا لهذا الغرض بمنظمة الشفافية الدولية.
إجعلوا كافة الأحزاب و النقابات مسؤولة عن المشاركة في هذا النضال تحديدا. فهو الذي يطهر المجتمع من الغيبيات و من أعوانها السريين المتسببين في نشوء و بقاء الظاهرة الدينية. فهي مجرد ظاهرة مخابراتية تجسسية لا أكثر و لا أقل. لذا فإن الشفافية هي الحل الجذري. وهو حل متاح لكم جميعا.